responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 51


توعد بذلك من الجبابرة ، فلله دره . أي أسد فراس كان بين يديه ؟ [1] يدق الظلمة بإنكاره ، ويقمع [2] أهل الأهواء والبدع باحتجاجه !
قوله تعالى : فأما الانسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ( 15 ) وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ( 16 ) قوله تعالى : ( فأما الانسان ) يعني الكافر . قال ابن عباس : يريد عتبة بن ربيعة وأبا حذيفة بن المغيرة . وقيل : أمية بن خلف . وقيل : أبي بن خلف . ( إذا ما ابتلاه ربه ) أي امتحنه واختبره بالنعمة . و " ما " : زائدة صلة . ( فأكرمه ) بالمال . ( ونعمه ) بما أوسع عليه . ( فيقول ربي أكرمني ) فيفرح بذلك ولا يحمده . ( وأما إذا ما ابتلاه ) أي امتحنه بالفقر واختبره . ( فقدر ) أي ضيق ( عليه رزقه ) على مقدار البلغة . ( فيقول ربي أهانن ) أي أولاني هوانا . وهذه صفة الكافر الذي لا يؤمن بالبعث : وإنما الكرامة عنده والهوان بكثرة الحظ في الدنيا وقلته . فأما المؤمن فالكرامة عنده أن يكرمه الله بطاعته وتوفيقه ، المؤدي إلى حظ الآخرة ، وإن وسع عليه في الدنيا حمده وشكره .
قلت : الآيتان صفة كل كافر . وكثير من المسلمين يظن أن ما أعطاه الله لكرامته وفضيلته عند الله ، وربما يقول بجهله : لو لم أستحق هذا لم يعطينه الله . وكذا إن قتر عليه يظن أن ذلك لهوانه على الله . وقراءة العامة " فقدر " مخففة الدال . وقرأ ابن عامر مشددا ، وهما لغتان . والاختيار التخفيف ، لقوله : " ومن قدر عليه رزقه " ( 2 ) [ الطلاق : 7 ] . قال أبو عمرو : " قدر " أي قتر . و " قدر " مشددا : هو أن يعطيه ما يكفيه ، ولو فعل به ذلك ما قال " ربي أهانن " .
وقرأ أهل الحرمين وأبو عمرو " ربي " بفتح الياء في الموضعين . وأسكن الباقون . وأثبت البزي



[1] في بعض الأصول والزمخشري : " ثوبيه " .
[2] آية 7 سورة الطلاق .

51

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست