نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 46
" ذات العماد " يعني إحكام البنيان بالعمد . وفي الصحاح : والعماد : الأبنية الرفيعة ، تذكر وتؤنث . قال عمرو بن كلثوم : ونحن إذا عماد الحي خرت * على الأحفاض نمنع من يلينا والواحدة عمادة . وفلان طويل العماد : إذا كان منزله معلما لزائره . والأحفاض : جمع حفض ( بالتحريك ) وهو متاع البيت إذا هيئ ليحمل ، أي خرت على المتاع . ويروى ، عن " الأحفاض " أي خرت عن الإبل التي تحمل خرثي [1] البيت . وقال الضحاك : " ذات العماد " ذات القوة والشدة ، مأخوذ من قوة الأعمدة ، دليله قوله تعالى : " وقالوا من أشد منا قوة " [2] [ فصلت : 15 ] . وروى عوف عن خالد الربعي " إرم ذات العماد " قال : هي دمشق . وهو قول عكرمة وسعيد المقبري . رواه ابن وهب وأشهب عن مالك . وقال محمد بن كعب القرظي : هي الإسكندرية . قوله تعالى : التي لم يخلق مثلها في البلاد ( 8 ) لضمير في " مثلها " يرجع إلى القبيلة . أي لم يخلق مثل القبيلة في البلاد : قوة وشدة ، وعظم أجساد ، وطول قامة ، عن الحسن وغيره . وفي حرف عبد الله " التي لم يخلق مثلهم في البلاد " . وقيل : يرجع للمدينة . والأول أظهر ، وعليه الأكثر ، حسب ما ذكرناه . ومن جعل " إرم " مدينة قدر حذفا ، المعنى : كيف فعل ربك بمدينة عاد إرم ، أو بعد صاحبه إرم . وإرم على هذا : مؤنثة معرفة . واختار ابن العربي أنها دمشق ، لأنه ليس في البلاد مثلها . ثم أخذ ينعتها بكثرة مياهها وخيراتها . ثم قال : وإن في الإسكندرية لعجائب ، لو لم يكن إلا المنارة ، فإنها مبنية الظاهر والباطن على العمد ، ولكن لها أمثال ، فأما دمشق فلا مثل لها . وقد روى معن عن مالك أن كتابا وجد بالإسكندرية ، فلم يدر ما هو ؟ فإذا فيه : " أنا شداد ابن عاد ، الذي رفع العماد ، بنيتها حين لا شيب ولا موت . قال مالك : إن كان لتمر بهم
[1] الخرثى ككرسي : سقط متاع البيت وأثاثه ( أردؤه ) . [2] آية 15 سورة فصلت .
46
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 46