نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 44
قوله تعالى : ألم تر كيف فعل ربك بعاد ( 6 ) إرم ذات العماد ( 7 ) قوله تعالى : ( ألم تر كيف فعل ربك ) أي مالكك وخالقك . " بعاد . إرم " قراءة العامة " بعادر " منونا . وقرأ الحسن وأبو العالية " بعاد إرم " مضافا . فمن لم يضف جعل " إرم " اسمه ، ولم يصرفه ، لأنه جعل عادا اسم أبيهم ، وإرم اسم القبيلة ، وجعله بدلا منه ، أو عطف بيان . ومن قرأه بالإضافة ولم يصرفه جعله اسم أمهم ، أو اسم بلدتهم . وتقديره : بعاد أهل إرم . كقوله : " واسأل القرية " [ يوسف : 82 ] ولم تنصرف - قبيلة كانت أو أرضا - للتعريف والتأنيث . وقراءة العامة " إرم " بكسر الهمزة . وعن الحسن أيضا " بعاد إرم " مفتوحتين ، وقرئ " بعاد إرم " بسكون الراء ، على التخفيف ، كما قرئ " بورقكم " . وقرئ " بعاد إرم ذات العماد " بإضافة " إرم " - إلى - " ذات العماد " . والإرم : العلم . أي بعاد أهل ذات العلم . وقرئ " بعاد إرم ذات العماد " أي جعل الله ذات العماد رميما . وقرأ مجاهد والضحاك وقتادة " أرم " بفتح الهمزة . قال مجاهد : من قرأ بفتح الهمزة شبههم بالآرام ، التي هي الاعلام ، واحدها : أرم . وفي الكلام تقديم وتأخير ، أي والفجر وكذا وكذا إن ربك لبالمرصاد ألم تر . أي ألم ينته علمك إلى ما فعل ربك بعاد . وهذه الرؤية رؤية القلب ، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد عام . وكان أمر عاد وثمود عندهم مشهورا ، إذ كانوا في بلاد العرب ، وحجر ثمود موجود اليوم . وأمر فرعون كانوا يسمعونه من جيرانهم من أهل الكتاب ، واستفاضت به الاخبار ، وبلاد فرعون متصلة بأرض العرب . وقد تقدم هذا المعنى في سورة " البروج " ( 1 ) وغيرها " بعاد " أي بقوم عاد . فروى شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال : إن كان الرجل من قوم عاد ليتخذ المصراع من حجارة ، ولو اجتمع عليه خمسمائة من هذه الأمة لم يستطيعوا أن يقلوه ، وإن كان أحدهم ليدخل قدمه في الأرض فتدخل فيها . و " إرم " : قيل هو سام بن نوح ، قاله ابن إسحاق . وروى عطاء عن ابن عباس - وحكى عن ابن إسحاق
( 1 ) راجع ج 19 ص 295
44
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 44