نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 41
فكأنه أقسم بالخلق . وقد يقسم الله تعالى بأسمائه وصفاته لعلمه ، ويقسم بأفعاله لقدرته ، كما قال تعالى : " وما خلق الذكر والأنثى " [1] [ الليل : 3 ] . ويقسم بمفعولاته ، لعجائب صنعه ، كما قال : " والشمس وضحاها " ، " والسماء وما بناها " [ الشمس : 5 ] ، " والسماء والطارق " [ الطارق : 1 ] . وقيل : الشفع : درجات الجنة ، وهي ثمان . والوتر ، دركات النار ، لأنها سبعة . وهذا قول الحسين بن الفضل ، كأنه أقسم بالجنة والنار . وقيل : الشفع : الصفا والمروة ، والوتر : الكعبة . وقال مقاتل بن حيان : الشفع : الأيام والليالي ، والوتر : اليوم الذي لا ليلة بعده ، وهو يوم القيامة . وقال سفيان بن عيينة : الوتر : هو الله ، وهو الشفع أيضا ، لقوله تعالى : " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم " [2] [ المجادلة : 7 ] . وقال أبو بكر الوراق : الشفع : تضاد أوصاف المخلوقين : العز والذل ، والقدرة والعجز ، والقوة والضعف ، والعلم والجهل ، والحياة والموت ، والبصر والعمى ، والسمع والصمم ، والكلام والخرس . والوتر : انفراد صفات الله تعالى : عز بلا ذل ، وقدرة بلا عجز ، وقوة بلا ضعف ، وعلم بلا جهل ، وحياة بلا موت ، وبصر بلا عمى ، وكلام بلا خرس ، وسمع بلا صمم ، وما وازاها . وقال الحسن : المراد بالشفع والوتر : العدد كله ، لان العدد لا يخلو عنهما ، وهو إقسام بالحساب . وقيل : الشفع : مسجدي مكة والمدينة ، وهما الحرمان . والوتر : مسجد بيت المقدس . وقيل : الشفع : القرن بين الحج والعمرة ، أو التمتع بالعمرة إلى الحج . والوتر : الافراد فيه . وقيل : الشفع : الحيوان ، لأنه ذكر وأنثى . والوتر : الجماد . وقيل : الشفع : ما ينمي ، والوتر : ما لا ينمي . وقيل غير هذا . وقرأ ابن مسعود وأصحابه والكسائي وحمزة وخلف " والوتر " بكسر الواو . والباقون [ بفتح الواو ] ، وهما لغتان بمعنى واحد . وفي الصحاح : الوتر ( بالكسر ) : الفرد ، والوتر [ بفتح الواو ] : [3] الذحل . هذه لغة أهل العالية . فأما لغة أهل الحجاز فبالضد منهم . فأما تميم فبالكسر فيهما .
[1] آية 3 سورة الليل . [2] آية 7 سورة المجادلة . [3] الذحل : الحقد والعداوة .
41
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 41