نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 248
الله عليه وسلم فقال : [ سلوه لأي شئ يصنع ذلك ] ؟ فسألوه فقال : لأنها صفة الرحمن ، فأنا أحب أن أقرأ بها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ أخبروه أن الله عز وجل يحبه ] . وروى الترمذي عن أنس بن مالك قال : كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء ، وكان كلما أفتتح سورة يقرؤها لهم في الصلاة فقرأ بها ، أفتتح ب " - قل هو الله أحد " ، حتى يفرغ منها ، ثم يقرأ بسورة أخرى معها ، وكان يصنع ذلك في كل ركعة ، فكلمه أصحابه ، فقالوا : إنك تقرأ بهذه السورة ، ثم لا ترى أنها تجزيك حتى تقرأ بسورة أخرى ، فإما أن تقرأ بها ، وإما أن تدعوا وتقرأ بسورة أخرى ؟ قال : ما أنا بتاركها وإن أحببتم أن أؤمكم بها فعلت ، وإن كرهتم تركتكم ، وكانوا يرونه أفضلهم ، وكرهوا أن يؤمهم غيره ، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر ، فقال : [ يا فلان ما يمنعك مما يأمر به أصحابك ؟ وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة ] ؟ فقال : يا رسول الله ، إني أحبها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن حبها أدخلك الجنة ] . قال : حديث حسن غريب صحيح . قال ابن العربي : " فكان هذا دليلا على أنه يجوز تكرار سورة في كل ركعة . وقد رأيت على باب الأسباط فيما يقرب منه ، إماما من جملة الثمانية والعشرين إماما ، كان يصلي فيه التراويح في رمضان بالأتراك ، فيقرأ في كل ركعة " الحمد لله " و " قل هو الله أحد " حتى يتم التراويح ، تخفيفا عليه ، ورغبة في فضلها وليس من السنة ختم القرآن في رمضان . قلت : هذا نص قول مالك ، قال مالك : وليس ختم القرآن في المساجد بسنة . الثالثة : روى الترمذي عن أنس [1] بن مالك قال : أقبلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ " قل هو الله أحد " ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وجبت ) . قلت : وما وجبت ؟ قال : [ الجنة ] . قال : هذا حديث حسن صحيح [2] . قال الترمذي :
[1] الرواية في الترمذي عن أبي هريرة . [2] في الترمذي : ( حسن غريب ) .
248
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 248