نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 222
قلت : وهو المشهور من مذهب مالك ، لحديث ابن مسعود ، ( خرجه الدارقطني من حديث إسحاق بن أبي إسرائيل ) ، قال : حدثنا محمد بن جابر عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، فلم يرفعوا أيديهم إلا أولا عند التكبيرة الأولى في افتتاح الصلاة . قال إسحاق : به نأخذ في الصلاة كلها . قال الدارقطني : تفرد به محمد بن جابر ( وكان ضعيفا ) عن حماد عن إبراهيم . وغير حماد يرويه عن إبراهيم مرسلا عن عبد الله ، من فعله ، غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو الصواب . وقد روى يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء : أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم حين أفتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه ، ثم لم يعد إلى شئ من ذلك حتى فرغ من الصلاة . قال الدارقطني : [ وإنما ] [1] لقن يزيد في آخر عمره : " ثم لم يعد " ، فتلقنه وكان قد اختلط . وفي ( مختصر ما ليس في المختصر ) عن مالك : لا يرفع اليدين في شئ من الصلاة . قال ابن القاسم : ولم أر مالكا يرفع يديه عند الاحرام ، قال : وأحب إلي ترك رفع اليدين عند الاحرام . قوله تعالى : إن شانئك هو الأبتر ( 3 ) أي مبغضك ، وهو العاص بن وائل . وكانت العرب تسمى من كان له بنون وبنات ، ثم مات البنون وبقي البنات : أبتر . فيقال : إن العاص وقف مع النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه ، فقال له جمع من صناديد قريش : مع من كنت واقفا ؟ فقال : مع ذلك الأبتر . وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان من خديجة ، فأنزل الله جل شأنه : " إن شانئك هو الأبتر " ، أي المقطوع ذكره من خير الدنيا والآخرة . وذكر عكرمة عن ابن عباس قال : كان أهل الجاهلية إذا مات ابن الرجل قالوا : بتر فلان . فلما مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم خرج أبو جهل إلى أصحابه ، فقال : بتر محمد ، فأنزل الله جل ثناؤه :