نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 200
خشيت الله إذ قد بث طيرا * وظل سحابة مرت علينا وباتت كلها تدعو بحق * كأن لها على الحبشان دينا ويروى أنها لم تصبهم كلهم ، لكنها أصابت من شاء الله منهم . وقد تقدم أن أميرهم رجع وشر ذمة لطيفة معه ، فلما أخبروا بما رأوا هلكوا . فالله أعلم . وقال ابن إسحاق : لما رد الله الحبشة عن مكة ، عظمت العرب قريشا وقالوا : أهل الله ، قاتل عنهم ، وكفاهم مئونة عدوهم ، فكان ذلك نعمة من الله عليهم . تفسير سورة " قريش " مكية ، في قول الجمهور . ومدنية في قول الضحاك والكلبي وهي أربع آيات بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى : لإيلاف قريش [1] قيل : إن هذه السورة متصلة بالتي قبلها في المعنى . يقول : أهلكت أصحاب الفيل لإيلاف قريش ، أي لتأتلف ، أو لتتفق قريش ، أو لكي تأمن قريش فتؤلف رحلتيها . وممن عد السورتين واحدة أبي بن كعب ، ولا فصل بينهما في مصحفه . وقال سفيان بن عيينة : كان لنا إمام لا يفصل بينهما ، ويقرؤهما معا . وقال عمرو بن ميمون الأودي : صلينا المغرب خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقرأ في الأولى : " والتين والزيتون " [ التين : 1 ] وفي الثانية " ألم تر كيف " [ الفيل : 1 ] و " لإيلاف قريش " [ قريش : 1 ] . وقال الفراء : هذه السورة متصلة بالسورة الأولى ( 1 ) ، لأنه ذكر أهل مكة عظيم نعمته عليهم فيما فعل بالحبشة ، ثم قال : " لإيلاف قريش " أي فعلنا ذلك بأصحاب الفيل نعمة منا على قريش . وذلك أن قريشا كانت تخرج في تجارتها ، فلا يغار عليها ولا تقرب في الجاهلية . يقولون هم أهل بيت الله عز وجل ، حتى جاء صاحب الفيل
[1] الذي في كتاب الفراء : " قال بعضهم كانت موصولة ب " - ألم تر كيف فعل ربك " الخ .
200
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 200