نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 187
تفسير سورة " الفيل " وهي مكية باجماع . وهي خمس آيات بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى : ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل [1] فيه خمس مسائل : الأولى : قوله تعالى : " ألم تر " أي ألم تخبر . وقيل ألم تعلم . وقال ابن عباس : ألم تسمع ؟ واللفظ استفهام ، والمعنى تقرير . والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنه عام ، أي ألم تروا ما فعلت بأصحاب الفيل ، أي قد رأيتم ذلك ، وعرفتم موضع منتي عليكم ، فما لكم لا تؤمنون ؟ و " كيف " في موضع نصب ب " - فعل ربك " لا ب " - ألم تر كيف " في معنى الاستفهام . الثانية : قوله تعالى : " بأصحاب الفيل " الفيل معروف ، والجمع أفيال : وفيول ، وفيلة . قال ابن السكيت : ولا تقل أفيلة . [ والأنثى فيلة ] ( 1 ) وصاحبه ( 2 ) فيال . قال سيبويه : يجوز أن يكون أصل فيل فعلا ، فكسر من أجل الياء ، كما قالوا : أبيض وبيض . وقال الأخفش : هذا لا يكون في الواحد ، إنما يكون في الجمع . ورجل فيل الرأي ، أي ضعيف الرأي . والجمع أفيال . ورجل فال ، أي ضعيف الرأي ، مخطئ الفراسة . وقد فال الرأي يفيل فيولة ، وفيل رأيه تفييلا : أي ضعفه ، فهو فيل الرأي . الثالثة : في قصة أصحاب الفيل ، وذلك أن ( أبرهة ) بنى القليس بصنعاء ، وهي كنيسة لم ير مثلها في زمانها بشئ من الأرض ، وكان نصرانيا ، ثم كتب إلى النجاشي : إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ، ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب
[1] من تتمة قول ابن السكيت . ( 2 ) في اللسان : ( وصاحبها ) .
187
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 187