responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 167


فاعلة للرضا ، وهي انذلت وانقادت بذلا وسماحة . ومعنى ( فأمه هاوية ) يعني جهنم .
وسماها أما ، لأنه يأوي إليها كما يأوي إلى أمه ، قاله ابن زيد . ومنه قول أمية بن أبي الصلت :
فالأرض معقلنا وكانت أمنا * فيها مقابرنا وفيها نولد وسميت النار هاوية ، لأنه يهوي فيها مع بعد قعرها . ويروى أن الهاوية اسم الباب الأسفل من النار . وقال قتادة : معنى " فأمه هاوية " فمصيره إلى النار . عكرمة : لأنه يهوي فيها على أم رأسه . الأخفش : " أمه " : مستقره ، والمعنى متقارب . وقال الشاعر :
يا عمر لو نالتك أرماحنا * كنت كمن تهوي به الهاويه والهاوية : المهواة . وتقول : هوت أمه ، فهي هاوية ، أي ثاكلة ، قال كعب بن سعد الغنوي :
هوت أمه [1] ما يبعث الصبح غاديا * وماذا يؤدي الليل حين يئوب والمهوي والمهواة : ما بين الجبلين ، ونحو ذلك . وتهاوى القوم في المهواة : إذا سقط بعضهم في إثر بعض . ( وما أدراك ما هيه ) الأصل " ما هي " فدخلت الهاء للسكت . وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب وأبن محيصن " ما هي نار " بغير هاء في الوصل ، ووقفوا بها . وقد مضى في سورة الحاقة [2] بيانه . ( نار حامية ) أي شديدة الحرارة . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم ) قالوا : والله إن كانت لكافية يا رسول الله . قال ( فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا ، كلها مثل حرها ) . وروي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : إنما ثقل ميزان من ثقل ميزانه ، لأنه وضع فيه الحق ، وحق لميزان يكون فيه الحق أن يكون ثقيلا . وإنما خف ميزان من خف ميزانه ، لأنه وضع فيه الباطل ، وحق لميزان يكون فيه الباطل أن يكون خفيفا . وفي الخبر عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن الموتى يسألون الرجل يأتيهم عن رجل مات قبله ، فيقول ذلك مات قبلي ، أما مر بكم ؟
فيقولون لا والله ، فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون ! ذهب به إلى أمه الهاوية ، فبئست الام ، وبئست المربية ) . وقد ذكرناه بكماله في كتاب " التذكرة " ، والحمد لله .



[1] البيت في اللسان : ( أمم ) .
[2] راجع ج 18 ص 269

167

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست