responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 126


أي ناصية أبي جهل كاذبة في قولها ، خاطئة في فعلها . والخاطئ معاقب مأخوذ . والمخطئ غير مأخوذ [1] . ووصف الناصية بالكاذبة الخاطئة ، كوصف الوجوه بالنظر في قوله تعالى :
" إلى ربها ناظرة " [2] [ القيامة : 23 ] . وقيل : أي صاحبها كاذب خاطئ ، كما يقال : نهاره صائم ، وليله قائم ، أي هو صائم في نهاره ، ثم قائم في ليله .
قوله تعالى : فليدع ناديه ( 17 ) سندع الزبانية ( 18 ) قوله تعالى : ( فليدع ناديه ) أي أهل مجلسه وعشيرته ، فليستنصر بهم . ( سندع الزبانية ) أي الملائكة الغلاط الشداد - عن ابن عباس وغيره - واحدهم زبني ، قاله الكسائي .
وقال الأخفش : زابن . أبو عبيدة : زبنية . وقيل : زباني . وقيل : هو اسم للجمع ، كالأبابيل والعباديد . وقال قتادة : هم الشرط في كلام العرب . وهو مأخوذ من الزبن وهو الدفع ، ومنه المزابنة ( 3 ) في البيع . وقيل : إنما سموا الزبانية لأنهم يعملون بأرجلهم ، كما يعملون بأيديهم ، حكاه أبو الليث السمرقندي - رحمه الله - قال : وروي في الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه السورة ، وبلغ إلى قوله تعالى : " لنسفعا بالناصية " قال أبو جهل : أنا أدعو قومي حتى يمنعوا عني ربك . فقال الله تعالى : " فليدع ناديه ، سندع الزبانية " . فلما سمع ذكر الزبانية رجع فزعا ، فقيل له : خشيت منه ! قال لا !
ولكن رأيت عنده فارسا يهددني بالزبانية . فما أدري ما الزبانية ، ومال إلي الفارس ، فخشيت منه أن يأكلني . وفي الاخبار أن الزبانية رؤوسهم في السماء وأرجلهم في الأرض ، فهم يدفعون الكفار في جهنم وقيل : إنهم أعظم الملائكة خلقا ، وأشدهم بطشا . والعرب تطلق هذا الاسم على من أشتد بطشه . قال الشاعر :
مطاعيم في القصوى مطاعين في الوغى * زبانية غلب عطام حلومها ( 4 )



[1] الخاطئ : من تعمد لما لا ينبغي أي القاصد للذنب . والمخطئ : من أراد الصواب فصار إلى غيره .
[2] آية 23 سورة القيامة . ( 3 ) هي بيع الرطب في رؤوس النخل بالتمر ونهى عنها لما يقع فيها من الغبن والجهالة . ( 4 ) غلب : جمع أغلب وهو الغليظ الرقبة . والعرب تصف السادة بغلظ الرقبة وطولها . والحلوم : جمع الحلم وهو العقل .

126

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست