نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 122
< فهرس الموضوعات > تفسير قوله تعالى : " علم الإنسان ما لم يعلم " اختلف في الإنسان هنا أهو آدم عليه السلام ، أم نبينا صلى الله عليه وسلم < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > تفسير قوله تعالى : " كلا إن الإنسان ليطغى . . . " الآيات . الكلام على من نزلت فيه هذه الآيات < / فهرس الموضوعات > وهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ليس للنساء خير لهن من ألا يراهن الرجال ، ولا يرين الرجال ] . وذلك أنها خلقت من الرجل ، فنهمتها في الرجل ، والرجل خلقت فيه الشهوة ، وجعلت سكنا له ، فغير مأمون كل واحد منهما في صاحبه . وكذلك تعليم الكتابة ربما كانت سببا للفتنة ، وذلك إذا علمت الكتابة كتبت إلى من تهوى . والكتابة عين من العيون ، بها يبصر الشاهد الغائب ، والخط هو آثار يده . وفي ذلك تعبير عن الضمير بما لا ينطلق به اللسان ، فهو أبلغ من اللسان . فأحب رسوله الله صلى الله عليه وسلم أن ينقطع عنهن أسباب الفتنة ، تحصينا لهن ، وطهارة لقلوبهن . قوله تعالى : علم الانسان ما لم يعلم [5] قيل : " الانسان " هنا آدم عليه السلام . علمه أسماء كل شئ ، حسب ما جاء به القرآن في قوله تعالى : " وعلم آدم الأسماء كلها " [1] . فلم يبق شئ إلا وعلم سبحانه آدم اسمه بكل لغة ، وذكره آدم للملائكة كما علمه . وبذلك ظهر فضله ، وتبين قدره ، وثبتت نبوته ، وقامت حجة الله على الملائكة وحجته ، وامتثلت الملائكة الامر لما رأت من شرف الحال ، ورأت من جلال القدرة ، وسمعت من عظيم الامر . ثم توارثت ذلك ذريته خلفا بعد سلف ، وتناقلوه قوما عن قوم . وقد مضى هذا في سورة " البقرة " [2] مستوفى والحمد لله . وقيل : " الانسان " هنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، دليله قوله تعالى : " وعلمك ما لم تكن تعلم " [3] [ النساء : 113 ] . وعلى هذا فالمراد ب " - علمك " المستقبل [4] ، فإن هذا من أوائل ما نزل . وقيل : هو عام لقوله تعالى : " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا " ( 5 ) [ النحل : 78 ] . قوله تعالى : كلا إن الانسان ليطغى ( 6 ) أن رآه استغنى ( 7 ) قوله تعالى : ( كلا إن الانسان ليطغى ) إلى آخر السورة . قيل : إنه نزل
[1] آية 31 سورة البقرة . [2] راجع ج 1 ص 279 طبعة ثانية [3] آية 113 سورة النساء . [4] في نسخة : المشكل . [5] آية 78 سورة النحل .
122
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 122