نام کتاب : أضواء البيان نویسنده : الشنقيطي جلد : 1 صفحه : 207
تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ) * وذكر في موضع آخر أن هذه الطائفة من أهل الكتاب تؤتى أجرها مرتين وهو قوله : * ( ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون * الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين * أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ) * . * ( قوله تعالى وتؤمنون بالكتاب كله الآية يعني : وتؤمنون بالكتب كلها كما يدل له قوله تعالى : * ( وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب ) * وقوله : * ( كل آمن بالله وملائكته وكتبه ) * . * ( قوله تعالى وجنة عرضها السماوات والأرض يعني : عرضها كعرض السماوات والأرض كما بينه قوله تعالى في سورة * ( الحديد ) * : * ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ) * وآية آل عمران هذه تبين أن المراد بالسماء في آية الحديد جنسها الصادق بجميع السماوات كما هو ظاهر والعلم عند الله تعالى قوله تعالى . * ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ) * المراد بالقرح الذي مس المسلمين هو ما أصابهم يوم أحد من القتل والجرح كما أشار له تعالى في هذه السورة الكريمة في مواضع متعددة كقوله : * ( ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ) * وقوله : * ( ويتخذ منكم شهداء ) * وقوله : * ( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ) * وقوله : * ( إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم ) * ونحو ذلك من الآيات . وأما المراد بالقرح الذي مس القوم المشركين فيحتمل أنه هو ما أصابهم يوم بدر من القتل والأسر وعليه فإليه الإشارة بقوله : * ( إذ يوحى ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين ءامنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان * ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ) *
207
نام کتاب : أضواء البيان نویسنده : الشنقيطي جلد : 1 صفحه : 207