نام کتاب : أضواء البيان نویسنده : الشنقيطي جلد : 1 صفحه : 188
ولكنه بينه في مواضع أخر كقوله : * ( ممن ترضون من الشهداء ) * وقوله : * ( وأشهدوا ذوى عدل منكم ) * . وقد تقرر في الأصول أن المطلق يحمل على المقيد كما بيناه في غير هذا الموضع . * ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) * لم يبين هنا هل أجاب دعاءهم هذا أو لا ؟ وأشار إلى أنه أجابه بقوله في الخطأ : * ( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ) * وأشار إلى أنه أجابه في النسيان بقوله : * ( وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ) * فإنه ظاهر في أنه قبل الذكرى لا إثم عليه في ذلك ولا يقدح في هذا أن آية : * ( وإما ينسينك الشيطان ) * مكية ؛ وآية : * ( لا تؤاخذنا إن نسينا ) * مدنية إذ لا مانع من بيان المدني بالمكي كعكسه . وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ : * ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) * قال الله تعالى : نعم . * ( قوله تعالى ربنا ولا تحمل علينآ إصرا كما حملته على الذين لم يبين هنا هل أجاب دعاءهم هذا أو لا ؟ ولم يبين الإصر الذي كان محمولا على من قبلنا وبين أنه أجاب دعاءهم هذا في مواضع أخر كقوله : * ( ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم ) * وقوله : * ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) * وقوله : * ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) * وقوله : * ( يريد الله بكم اليسر ) * إلى غير ذلك من الآيات . وأشار إلى بعض الإصر الذي حمل على من قبلنا بقوله : * ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ) * ؛ لأن اشتراط قتل النفس في قبول التوبة من أعظم الإصر والإصر الثقل في التكليف ومنه قول النابغة : وأشار إلى بعض الإصر الذي حمل على من قبلنا بقوله : * ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ) * ؛ لأن اشتراط قتل النفس في قبول التوبة من أعظم الإصر والإصر الثقل في التكليف ومنه قول النابغة : * يا مانع الضيم أن يغشى سراتهم * والحامل الإصر عنهم بعدما عرفوا بسم الله الرحمن الرحيم *
188
نام کتاب : أضواء البيان نویسنده : الشنقيطي جلد : 1 صفحه : 188