نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 109
سنة اثنتين وعشرين وستمائة وكانت ولادته أيضا بالموصل سنة خمس وسبعين وخمسمائة رحمه الله تعالى ولقد كان من محاسن الوجود وما أذكره إلا وتصغر الدنيا في عيني ولقد أفكرت فيه مرة فقلت هذا الرجل عاش مدة خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد فإنه ولي الخلافة في سنة خمس وسبعين وخمسمائة وهي السنة التي ولد فيها شرف الدين المذكور وماتا في سنة واحدة وكان مبدأ شروعه في شرح التنبيه بإربل واستعار منا نسخة التنبيه عليها حواش مفيدة بخط بعض الأفاضل ورأيته بعد ذلك وقد نقل الحواشي كلها في شرحه والفاضل الذي كانت النسخة والحواشي بخطه هو الشيخ رضي الدين أبو داود سليمان بن المظفر بن غانم بن عبد الكريم الجيلي الشافعي المفتي بالمدرسة النظامية ببغداد وكان من أكابر فضلاء عصره وصنف كتابا في الفقه يدخل في خمس عشرة مجلدة وعرضت عليه المناصب فلم يفعل وكان متدينا وتوفي يوم الأربعاء لثلاث خلون من شهر ربيع الأول من سنة إحدى وثلاثين وستمائة ودفن بالشونيزية وكان قد نيف على ستين سنة رحمه الله تعالى وكان قدومه بغداد من بلاده للاشتغال بعد سنة ثمانين وخمسمائة رجعنا إلى الأول وكان اشتغال شرف الدين المذكور على أبيه بالموصل ولم يتغرب لأجل الاشتغال وكان الفقهاء يقولون نعجب منه كيف اشتغل في وطنه وبين أهله وفي عزه واشتغاله بالدنيا وخرج منه ما خرج ولو شرعت في وصف محاسنه لأطلت وفي هذا القدر كفاية
109
نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 109