responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 2  صفحه : 387


وقد قيل في بعض الروايات : إن معاوية أقسم على عمرو لما أشار عليه بهذا أن يبرز إلى علي ، فلم يجد عمرو من ذلك بداً ، فبرز ، فلما التقيا عرفه عليٌّ وشال السيف ليضربه به ، فكشف عمرو عن عورته ، وقال : مُكرَه أخوك لا بطل ، فحول علي وجهه عنه ، وقال : قبحت ! ورجع عمرو الى مصافه .
وقد ذكر هشام بن محمد الكلبي عن الشرقي بن القطامي أن معاوية قال لعمرو بعد انقضاء الحرب : هل غششتني منذ نصحتني ؟
قال : لا ، قال : بلى والله يوم أشرت علي بمبارزة علي وأنت تعلم ما هو ، قال : دعاك الى المبارزة فكنت من مبارزته على احدى الحسنيين : اما أن تقتله فتكون قد قتلت قاتل الأقران وتزداد شرفاً الى شرفك ، وإما أن يقتلك فتكون قد استعجلت مرافقة الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ، فقال معاوية : يا عمرو ، الثانية أشد من الأولى .
وكان في هذا اليوم من القتال ما لم يكن قبل ، ووجدت في بعض النسخ من أخبار صفين أن هاشماً المِرْقال لما وقع الى الارض وهو يجود بنفسه رفع رأسه فإذا عبيد الله بن عمر مطروحاً الى قربه جريحاً ، فحبا حتى دنا منه ، فلم يزل يعض على ثدييه حتى ثبتت فيه أسنانه لعدم السلاح والقوة ، لأنه أصيب فوقه ميتاً هو ورجل من بكر بن وائل ، قد زحفا الى عبيد الله جميعاً فنهشاه ، وانصرف القوم الى مواضعهم ، وخرج كل فريق منهم يحملون ما أمكن من قتلاهم .
ومر معاوية في خواص من أصحابه في الموضع الذي كانت ميمنته فيه ، فنظر الى عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي مُعَفراً بدمائه ، وقد كان على ميسرة علي ، فحمل على ميمنة معاوية

387

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 2  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست