responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 2  صفحه : 316


الله به علينا وهو علم نصرنا على عدونا ، وقال قائل منهم : لولا أن الملائكة لا تباشر الحروب لقلنا إنه ملك ، وأبو محجن كالليث الضرْغام قد هتك الفرسان كالعقاب يجول عليهم ، ومن حضر من فرسان المسلمين مثل عمرو بن معديكرب وطلحة بن خُوَيلد والقعقاع ابن عمرو وهاشم بن عُتْبة المرقال وسائر فتاك العرب وأبطالها ينظرون اليه ، وقد حاروا في أمره ، وجعل سعد يفكر ويقول وهو مُشْرِف على الناس من فوق القصر : والله لولا محبس أبي محجن لقلت هذا أبو محجن وهذه البَلْقاء ، فلما انتصف الليل تحاجز الناس ، وتراجعت الفرس على أعقابها ، وتراجع المسلمون إلى مواضعهم على بقيتهم ومصافهم ، وأقبل أبو محجن حتى دخل القصر من حيث خرج ولا يعلم به ، ورَدَّ البلقاء إلى مربطها وعاد في محبسه ووضع رجله في القيد ، ورفع عقيرته وهو يقول :
< شعر > لقد علمت ثقيف غير فخر بأنا نحن أكرمهم سيوفا وأكرمهم دُرُوعاً سابغاتٍ وأصبرهم إذا كرهوا الوقوفا وليلة قادس لم يشعروا بي ولم أشعر بمخرجي الزحوفا وأنا وفدهم في كل يوم فإن عتبوا فسل بهمُ عريفا فإن أحبس فذلكُمُ بلائي وإن أترك أذيقهم الحتوفا < / شعر > فقالت له سلمى : يا أبا محجن ، في أي شيء حبَسَك هذا الرجل ؟
تعني سعداً ، قال : والله ما حبسني بحرام أكلته ولا شربته ، ولكني كنت صاحب شراب في الجاهلية ، وأنا امرؤ شاعر يدبُّ الشعر على لساني فأصف القهوة وتداخلني أريحية فألتذ بمدحي إياها ، فلذلك حبسني لأني قلت فيها :
< شعر > إذا مت فادفني إلى جنب كرمَة تروِّي عظامي بعد موتي عروقها ولا تدفنني بالفلاة فانني أخاف إذا ما مُتُّ أن لا أذوقها < / شعر >

316

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 2  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست