نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 200
خالد ومنيته ورغبته فما أجاب ورأيته على الحق مقيما فأردت أن أفتك به وأمكر فخفت عاقبة المكر والغدر وما نصر هؤلاء الا بالعدل واتباع الحق بينهم والسلام ثم طوى الكتاب وبعث به مع أصحابه من العلوج قال الواقدي وبقي ماهان سبعة أيام أخر بعد الوقعة الأولى لم يقاتل المسلمين ولم يقاتلوه وبعث أبو عبيدة برجل من عيونه ينظر ما الذي أخر الروم عن القتال فغاب الرجل يوما وليلة ثم عاد وأخبر أبا عبيدة أن ماهان قد كاتب الملك وهو منتظر الجواب فقال خالد ابن الوليد ما تأخر ماهان عن قتالنا الا وقد وقع الفزع في قلبه فازحف بنا إليهم فقال أبو عبيدة رضي الله عنه لا تعجل فان العجلة من الشيطان قال الواقدي وكان أبو عبيدة رجلا لين العريكة يحب الرفق فلما كان في اليوم الثامن نظر ماهان إلى تلهف أصحابه على الحرب والقتال فعزم أن يلقى بهم المسلمون وقد فرح بنشاطهم فدعا برجل من المتنصرة من لخم وقال له اذهب فادخل هؤلاء العرب وتجسس لي أخبارهم وانظر ما عندهم قال فمضى اللخمي حتى دخل عسكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام فيهم يوما وليلة يطوف في عسكرهم وليس أحد من المسلمين ينكره وهم آمنون وليس لهم همة الا اصلاح شأنهم والصلاة والقرآن والتسبيح وليس فيهم عدوان ولا ظلم ولا أحد يتعدى على أحد وقصد الموضع الذي فيه أبو عبيدة رضي الله عنه فنظر اليه كأنه أضعف ضعيف في العرب ساعة يجلس على الأرض وساعة ينام عليها فإذا كان وقت الصلاة قام وأسبغ الوضوء وأذن المؤذنون وصلى بالناس ونظر المتنصر إلى المسلمين وهم يصنعون كصنعه فقال المتنصر ان هذه طاعة حسنة ويوشك أنهم ينصرون قال فرجع إلى ماهان وحدثه بما رأى من القوم وما عاينه وقال أيها الملك اني جئتك من قوم يصومون النهار ويقومون الليل ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر رهبان في الليل ليوث بالنهار ولو سرق واحد منهم ولو كان كبيرهم قطعوه ولو زنا رجموه لا يغلب هواهم على الحق بل الحق عندهم غالب وأميرهم كاضعف من فيهم الا انه مطاع عندهم ان قام قاموا وان قعد قعدوا مناهم القتال وشهوتهم النزال ومرادهم أن يموتوا شهداء في قتالكم وما تأخروا عن قتالكم الا ليكون البغي منكم إذا بدأتموهم فقال ماهان هؤلاء القوم منصورون غير أني قد وجدت حيلة أعملها عليهم فقال المتنصر ما الحيلة أيها الملك فقال ماهان ألست زعمت أنهم لا يبدأون بالقتال حتى نقاتلهم فنكون نحن الباغين قال نعم قال فانا لا نطلب الحرب بل نطول بيننا وبينهم وندهمهم على حين غفلة دون عدة منهم ولا أخذ حذرهم فعسى أن نظفر بهم قال ثم إن ماهان جمع الملوك وجعل يعقد لهم الرايات والصلبان حتى عقد ستين ومائة صليب تحت كل صليب عشرة آلاف وكان أول صليب عقد لقناطر وكان نظيره في الرتبة وأمره أن يكون في الميمنة ثم عقد صليبا للديرجان وضم اليه الأرمن والنجد والنوبة والروسية
200
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 200