نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 196
وقد اصفر وجه ماهان وسكت كأنه اخرس فاستخبروا ماهان عما حدثه البطريق فلم يخبرهم قال فحدث من رأى ذلك أنه سأل جبلة بن الأيهم فقال لما أخبر ماهان بخبر الثلاثة وفيهم البطريق الأول قال ماهان انهم منصورون عليكم فقال له البطريق في اذنه أيها الملك الحق ما قلت أعلم اني رأيت البارحة في منامي كأن رجالا نزلوا من السماء إلى الأرض وهم على دواب بلق وشهب وعليهم كامل السلاح واحدقوا بهؤلاء العرب ونحن قيام بإزائهم لا يخرج أحد من عسكرنا الا قتلوه حتى أتوا على أكثرنا وأظن أنهم هؤلاء الذين نراهم في اليقظة لان واحدا منهم قتل ثلاثة منا وما هم الا منصورون علينا من السماء قال فكسر بهاذا قلب ماهان فلم يرد جوابا فاجتمع القوم يسألونه عما قاله البطريق فلم يخبرهم فلما أكثروا عليه السؤال تكلم فيهم كالخطيب وقال يا أهل هذا الدين انكم ان لم تقاتلوا كنتم من الخاسرين وغضب عليكم المسيح وان الله عز وجل لم يزل لدينكم ناصرا ومظهرا وان لله الحجة عليكم إذ بعث فيكم رسولا وانزل عليه كتابا ولم يتبع رسولكم الدنيا وأمركم أن لا تتبعوها وفي كتابه لا تظلموا فإنه لا يحب الظلم ولا الظالمين فلما اتبعتم الدنيا وظلمتم وخالفتم نصر اعداؤكم عليكم فما عذركم عند خالقكم وقد تركتم أمر نبيكم وما انزل عليكم في كتاب ربكم وهؤلاء العرب بازائكم يريدون قتل فرسانكم وسبي ذراريكم ونسائكم وأنتم على المعاصي والذنوب ولا تخافون من علام الغيوب فان نزع الله سلطانكم من أيديكم واظهر عدوكم عليكم فذلك بحق منه وعدل لأنكم لا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر قال الواقدي وكان ماهان لما سمع كلام البطريق الذي رآه في المنام أمره ان يكتمه واما قيس بن هبيرة وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق فاخذا سلاحهم واسلابهم ورجعا إلى المسلمين فدفعا السلب إلى أبي عبيدة فقال هو لكما ومن قتل فارسا فله سلبه فكذا عهد الينا عمر بن الخطاب فأخذا السلب ووقف قيس في موضعه الذي اقامه خالد فيه ورجع عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق إلى ميدان الحرب فجال بين الصفين وكان قد ركب اشهب البطريق الذي قتله فرآه لا ينبعث تحته كما عهد من خيل العرب فرجع وغيره من تحته بفرس غيره وحمل على ميمنة الروم فشوش صفوفهم وقتل منهم فارسين ورجع فحمل على القلب ثم انثنى على الميسرة فرشق بالسهام فرجع حتى وقف في صدر الجيش وجعل يفزع الروم باسمه ويدعوا إلى البراز فخرج اليه علج من علوج الروم فما جال غير ساعة حتى قتله فخرج اليه آخر فقتله فقال خالد اللهم ارعه بعينك واحفظه فان عبد الرحمن قد اصطفى اليوم الحرب بنفسه ثم إن خالدا صاح به يا عبد الرحمن بحق شيبة أبيك وبيعته الا رجعت إلى مكانك فرجع حين أقسم عليه قال حزام بن غنم قلت لرجل ممن شهد اليرموك أكانت النساء معكم مشاهدات القتال قال نعم إحداهن أسماء بنت أبي بكر زوجة الزبير بن العوام وخولة بنت الأزور ونسيبة بنت كعب وأم أبان زوجة عكرمة بن أبي جهل وعزة
196
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 196