نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 155
على الميرة فمرناكم فطلبتم منا البيع فابتعناكم فلم نقضتم ما عاهدناكم عليه فكتب الأمير أبو عبيدة رضي الله عنه يقول أريد أن ترسل إلى القسوس والرهبان الذين أرسلتهم إلي حتى أوقفهم على ما عاهدتهم عليه ليعلموك أننا لم نغدر ولا مثلنا من يفعل ذلك إن شاء الله تعلى فلما قرأ هربيس الكتاب أحضر القسوس والرهبان وبعث بهم إلى الأمير أبي عبيدة فخرجوا اليه وفتح لهم باب حمص وساروا إلى أن وصلوا للأمير أبي عبيدة فسلموا عليه وجلسوا بين يديه فقال لهم أبو عبيدة رضي الله عنه ألم تعلموا أني عاهدتكم وحلفت لكم أني منصرف عنكم حتى افتح مدينة من مدائن الشام سهلا كان أو جبلا ثم يكون الرأي لي ان شئت رجعت إليكم أو سرت إلى غيركم فقالوا بلى وحق المسيح فقال لهم ان الله تعالى قد فتح علينا شيزر والرستن في أهون وقت وقد غنمنا الله مال بطريقهم نكس وغيره مما لم نؤمله في هذه المدة اليسيرة والآن فلا عهد لكم عندنا ولا صلح الا ان تصالحونا على فتح المدينة وتكونوا في ذمتنا وأمانتنا فقال القسوس والرهبان لقد صدقت أيها الأمير ليس عليكم لوم وقد وفيتم بذمتكم وقد بلغنا فتحكم شيزر والرستن والخطا كان منا إذ نستوثق لأنفسنا والآن الامر بيد بطريقنا ونحن نرجع اليه ونعلمه بذلك ثم رجعوا إلى مدينتهم ودعا الأمير أبو عبيدة رضي الله عنه بالرجال والابطال وأهل الحرب وقال خذوا أهبتكم فان القوم بلا زاد ولا مدد يأتي إليهم من عند طاغيتهم ولا نجدة فاستعينوا بالله وتوكلوا على الله فلبس المسلمون السلاح والعدد ورجعوا إلى الأبواب والأسوار واجتمع أهل احمص ببطريقهم هربيس وقالوا ما عندك من الرأي في أمر هؤلاء العرب فقال الامر عندي أن نقاتلهم ولا نريهم منا ضعفا قالوا فان الزاد قد نفد من مدينتنا وقد أخذه القوم منا وما سمعنا بمثل هذه الحيلة فقال هربيس ما لكم تعجزون عن حرب عدوكم وما قتل منكم قتيل ولا جرح منكم جريح ولم تصبكم شدة ولا جوع وانما أصابوا منكم على غرة ولو دخلوا المدينة لما قدروا عليكم وأقل الرجال على السور يكفيكم إياهم وعندي من الزاد في قصري ما يعم كثيركم المدة الطويلة وما احسب ان الملك هرقل يغفل وسيبلغه خبركم ويوجه العساكر قال الواقدي وكان عند البطريق هربيس في قصره جب عظيم مملوء طعاما ففتحه وفرق الطعام على أهل حمص فسكنت بذلك نفوسهم وجعل البطريق يفرق على كبيرهم وصغيرهم بقية يولمهم ذلك وقد انحصر أهل حمص جميعهم فنفذ ذلك اليوم نصف ما في الجب وقال لهم اقنعوا بما أعطيتكم ثلاثة أيام وابرزوا إلى حرب عدوكم ثم أخذوا أهبة الحرب وعرض عسكره وانتخب منهم خمسة آلاف فارس من أولاد الزراوزة والعمالقة لا يساويهم غيرهم فيهم الف مدبجة ملكية وفتح خزانة جده جرجيس وفرق عليهم الدروع والجواشن والبيض والمغافر والقسي والنشاب والحراب واقبل يحرضهم على القتال ويوعدهم بالمدد والنجدة من الملك هرقل
155
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 155