responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 149


قال فلما قرأ الأمير أبو عبيدة كتاب هربيس صاحب حمص استشار المسلمين فيما يصنع وكان قد حضر عنده رجل كبير من أكابر خثعم وسيد من ساداتهم اسمه عطاء بن عمرو الخثعمي وكان كبير السن قديم الهجرة سديد الرأي قد قاد الرجال وولى أمر الجيش وحزم العساكر فلما سمع كتاب هربيس وثب قائما على قدميه وقال للأمير أبي عبيدة رضي الله عنه أقسمت عليك أيها الأمير برسول الله صلى الله عليه وسلم الا ما سمعت مقالي فان فيه صلاحا للمسلمين فالله وفقني لمقالة أريد المسلمين بها قال أبو عبيدة رضي الله عنه قل يا أبا عمرو فأنت عندنا ناصح للمسلمين قال فدنا من الأمير أبي عبيدة وسارره وقال له اصلح الله الأمير اعلم أن خبرك عند هؤلاء منذ نزلت على هؤلاء اللئام وهذا البطريق أشد منعة وأعظم جولة ممن كان قبله وقد علم بفتوح بعلبك وانك لا بد ان تنزل على حصارها وقد استدعى بالطعام والعلوفة وآلة الحصار وقد شحنا بالرجال وما ترك في رساتيقها وقراها طعاما الا وقد خزنوه عندهم ما يكفيهم أعواما وان نحن حاصرناهم يطول الامر كما طال أمرنا على دمشق والرأي عندي ان تخدعهم بخديعة وتحتال عليهم بحيلة فان تمت لنا عليهم الحيلة فتحنا المدينة عن قريب إن شاء الله تعالى قال أبو عبيدة رضي الله عنه وما الحيلة عندك يا ابن عمرو فقال الرأي عندي ان نكتب إلى هؤلاء القوم ان يجبرونا بالزاد والعلوفة ونضمن لهم ان نرتحل عنهم إلى أن يفتح الله تعالى عليك غير مدينتهم ونرجع إليهم وقد قل زادهم وانتشروا في سوادهم وتفرقوا في أمصارهم وتجاراتهم ونشن عليهم غارة فنملك ما ظهر منهم ويهون عليك أمر من بقي في حمص مع قلة الزاد والعلوفة فقال أبو عبيدة أصبت بالرأي يا ابن عمرو اني سوف افعل ما ذكرته ونرجوا من الله التوفيق والعون ثم دعا أبو عبيدة رضي الله عنه بدواة وبياض وكتب جواب الكتاب يقول فيه بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فاني رأيت في قولك صلاحا لنا ولكم ولسنا نريد البغي على أحد من عباد الله عز وجل وقد علمت أن عسكرنا كثير وخيلنا وابلنا كثير فان أردتم ان نرتحل عنكم فابعثوا لنا ميرة خمسة أيام وأنتم تعلمون ان الطريق الذي امامنا بعيد وما نلقي بعدكم الا كل حصن منيع وأبواب حديد فإذا مونتمونا رحلنا عنكم إلى بعض مدائن الشام فإذا فتح الله علينا بعض مدائن الشام رجعنا عنكم كما زعمتم فان فعلتم ذلك كان صلاحا لكم وطوى الكتاب وسلمه إلى الرسول وسار إلى حمص فلما قرأ هربيس الكتاب فرح بذلك وجمع الرؤساء والرهابين وقال لهم اعلموا ان العرب قد بعثوا يطلبون منكم الزاد والميرة حتى يرحلوا عنكم فان العرب مثلهم كمثل السبع إذا وجد فريسته لم يرجع إلى غيرها وهم قد لحقهم الجوع في مدينتكم وإذا اشبعناهم انصرفوا عنا فقالوا أيها الأمير نخاف من العرب ان يأخذوا الزاد والعلوفة ولا يرحلوا عنا فقال انا نأخذ لكم عليهم العهود والمواثيق انكم إذا امرتموهم يرحلون عنكم فقالوا افعل ما بدا لك واستوثق لنا ولك قال فبعث هربيس واحضر

149

نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست