نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 143
إلي من سفك دم رجل واحد لكن الله تعالى اعطى الشهداء في الآخرة أكثر من ذلك فقال البطريق أنا أصالحكم على الف أوقية من الفضة البيضاء وألف ثوب من الديباج قال الواقدي فتبسم الأمير أبو عبيدة من كلامه واقبل على المسلمين وقال لهم أما تسمعون ما يقول هذا البطريق قالوا نعم قال فما رأيكم فيما شرط على نفسه فقالوا يزيد عليه وشرطه يرضينا فأقبل الأمير على البطريق وقال له أنا أصالحكم على ألفي أوقية من الذهب الأحمر وألفي أوقية من الفضة البيضاء وألفي ثوب من الديباج وخمسة آلاف سيف من مدينتكم وسلاح أصحابك الذين هم في الضيعة محاصرون ولنا عليكم خراج أرضكم في العام الآتي وأداء الجزية في كل عام وأنتم بعد ذلك لا تحملون علينا سلاحا ولا تكاتبون ملكا ولا تحدثون حدثا ولا كنيسة وترون النصح للمسلمين فلما سمع البطريق ذلك من شرط الأمير أبي عبيدة رضي الله عنه قال لك ذلك كله علينا الا اني أريد أن أشرط عليك وعلى أصحابك شرطا فقال له الأمير أبو عبيدة وما شرطك فقال لا يدخل الينا من أصحابك أحد وتنزل صاحبك الذي تستخلفه علينا خارج المدينة بأصحابه ويكون له الخراج والجزية وتدعني أنا من داخل المدينة من قبل الاصلاح بين الناس والنظر في أحوالهم ونحن نخرج إلى من تخلفه علينا من أصحابك سوقا يكون فيه من جميع ما في مدينتنا ولا يدخلون الينا مخافة أن يغلظوا بكلامهم على كبرائنا ويفسد الامر بيننا وبينكم ويكون سببا للغدر ونقض العهد قال أبو عبيدة فإذا صالحناكم نجاهد عدوكم لأنكم تصيرون في ذمتنا ويكون الرجل الذي نخلفه عليكم مثل الواسطة والسفير بيننا وبينكم قال البطريق هربيس يكون خارج المدينة ويفعل ما يشاء ان يفعله من المحاماة فقال أبو عبيدة لكم ذلك وما لنا في الدخول إلى مدينتكم من حاجة فقال البطريق تم الصلح على ذلك ثم سار البطريق إلى المدينة وأبو عبيدة معه فلما وصل إلى الباب حسر البطريق عن رأسه ورطن عليهم بلغه الروم فعرفوه عند ذلك فقالوا له وأين أصحابك ورجالك فقص عليهم قصته وأخبرهم بخبره وخبر أصحابه وأعلمهم بالصلح فبكى القوم وقالوا تلفت النفوس وذهبت الأموال فقال لهم البطريق يا قوم وحق المسيح ما صالحتم ولي وجه غير الصلح فقالوا له اذهب أنت وصالح عن نفسك وأما نحن فلن نصالح العرب أبدا ولن ندع أحدا منهم يملكنا ولا يدخل بلادنا ومدينتنا وهي أحصن مدينة في الشام وكان الأمير أبو عبيدة رضي الله عنه قد أعلم المسلمين بمصالحة البطريق وأمرهم ان يكفوا عن القتال والحرب فلما سمع الترجمان كلام أهل بعلبك لبطريقهم أخبر الأمير أبا عبيدة رضي الله عنه بذلك فأقبل البطريق فقال له أبو عبيدة هات ما عندك والا نرد الحرب كما كان فقال البطريق دعني والقوم فوحق الإنجيل الصحيح وعيسى المسيح لو لم يقبلوا مني لادخلنك بالكثرة إليهم فتضع السيف فيهم وتقتل رجالهم وتسبي نساءهم وتنهب أموالهم لأني خبير بعورات بلدهم وبطرقاتها قال أبو عبيدة رضي الله عنه ما شاء الله كان قال وكان الروم على سورهم
143
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 143