نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 139
التي كانوا فيها أول مرة وضربوا خيامهم وانفذوا طوالعهم وأرسلوا إلى المرعى خيولهم وابلهم وسرحوا إلى الحطب عبيدهم واضرموا النيران في عسكرهم وذهب منهم الخوف وأتاهم الأمان وان أهل بعلبك افترقوا على السور وجعلوا يضربون على وجوههم ويصيحون بلغتهم فقال الأمير أبو عبيدة لبعض التراجمة ما يقول هؤلاء فقال له الترجمان أيها الأمير انهم يقولون يا ويلهم ويا عظم ما أصابهم ويا خراب ديارهم ويا فناء رجالهم حتى ظفرت العرب ببلادهم قال الواقدي فلما دنا المساء ارسل الأمير أبو عبيدة إلى سعيد بن زيد يقول له يا بن زيد الحذر الحذر على من معك من المسلمين واجتهد رحمك الله ان لا يفوتك من الروم أحد ولا تفسح لهم قدما واحدا فيخرج منهم واحدا فيتبع أولهم آخرهم فتكون كمن حصل في يده شيء فاضاعه فلما وصل الرسول إلى سعيد بن زيد بهذه الرسالة أمر المسلمين ان يحيطوا بالضيعة من كل جانب وان لا يخرجوا إلى الحطب الا مائة بالسلاح ففعلوا ذلك واضرموا نيرانهم وباتوا طول ليلتهم يهللون ويكبرون وبالضيعة يطوفون فلما نظر البطريق هربيس إلى ذلك اقبل على أصحابه ورجاله وقال لهم يا ويلكم لقد ايسنا من التدبير وأخطأنا الرأي وما لنا مدد ولا نجدة ولا نصير ولو اجتهدنا لما اجتهدت العرب على أن يحبسونا في هذه الضيعة والآن قد حبسنا أنفسنا في حبس ليس فيه طعام ولا شراب وان دام علينا هذا يوما ثانيا أو ثالثا ضعف قوينا ومات ضعيفنا وبطلت حيلتنا وسلمنا أنفسنا كارهين فنقتل عن آخرنا فقالت البطارقة فما الذي ترى أيها السيد فقال قد رأيت من الرأي ان اخدع العرب واحتال عليهم واسألهم الصلح لنا ولأهل مدينتنا كما قد طلبوا وأضمن أن افتح لهم المدينة ونكون في ذمامهم فإذا دخلنا المدينة حاربناهم على سورنا ولعلنا نرسل إلى صاحب عين الجوز والى صاحب جوسية فلعلهما يقدمان إلى نصرتنا فيكونان لقتال العرب من خارج المدينة ونحن من أعلى الاسوار ويكفينا المسيح هذه النوبة فقالت البطارقة اعلم أيها السيد ان صاحب جوسية لا يجيبك إلى نجدة ابدا لأنه مشتغل بنفسه وربما يكون محاصرا مثل حصارنا هذا فلقد بلغنا قبل نزول هؤلاء العرب علينا انهم صالحوهم القدرة وألقوه ان يقاتلوا العرب واما أصحاب عين الجوز فإنهم في تجارتهم متفرقون في أقصى الشام وما أظن الا انهم في صلح العرب فانظر لنفسك ورعيتك ما فيه الصلاح فلما سمع البطريق هربيس قولهم أجابهم إلى ذلك فلما أصبح الصباح طلع البطريق على جدار الضيعة ونادى برفيع صوته يا معاشر العرب اما فيكم رجل يعرف كلامي انا هربيس البطريق فلما سمعه بعض التراجمة اقبل على سعيد بن زيد وقال له يا مولاي ان هذا العلج هو هربيس صاحب القوم وهو يستدعي كلامك فقال له سعيد بن زيد ادن منه
139
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 139