نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 137
مدينتهم فنادوا بالويل والخراب وظنوا انه قد اتى للمسلمين نجدة ومدد وقد غرر بهم البطريق فلما نظر البطريق إلى تبلدهم زعق فيهم وقال يا ويلكم لا ترجعوا إلى المدينة قد حيل بينكم وبينها وهذه مكيدة من مكايد العرب فلما سمعت الروم ذلك أحاطوا ببطريقهم كالحلقة المستديرة يحمي بعضهم بعضا فعدل بهم البطريق نحو الجبل ذات الشمال وكان سعيد بن زيد وضرار بن الأزور قد أقبلا بجيشهما عن يمين الحصن وشماله فحملوا عليهم واتبعوا آثارهم حتى طلعوا إلى الجبل والتجأت الروم إلى ضيعة في الجبل حصينة خالية من أهلها فاستند الروم إليها وتحصنوا فيها وتبعهم سعيد بن زيد في الخمسمائة فارس الذين كانوا معه وذلك أن الأمير أبا عبيدة رضي الله عنه لما نظر إلى هزيمة الروم نادى في المسلمين معاشر الناس لا يتبعهم أحد ولا يفترق جمعكم لأني اخشى أن تكون هزيمة القوم مكيدة لكم حتى إذا تفرق جمعكم زحفوا عليكم قال وان سعيد بن زيد لم يكن يسمع النداء ولو سمع النداء ما تبع القوم قال الواقدي لما تحصنت الروم في الضيعة قال سعيد بن زيد هذه طائفة قد أراد الله هلاكها فدوروا بهم وحاصروا في كل مكان ولا تدعوا أحدا يطلع رأسه إلى أن تلحق بكم المسلمون ويأتي إليكم امر من الأمير أبي عبيدة ثم اقبل إلى رجل من عظماء المسلمين وقال له اخلفني في قومي حتى انظر رأى الأمير أبي عبيدة ومن معه ثم اخذ معه زهاء من عشرين فارسا من أصحابه وسار حتى لحق بجيش المسلمين فلما نظر اليه الأمير أبو عبيدة ومن معه قال يا سعيد اين رجالك وما صنعت بهم قال ابشر أيها الأمير فان المسلمين في خير وسلامة وقد حاصروا أعداء الله في ضيعة في هذا الجبل ثم اخبره بالقصة من أولها إلى آخرها فقال أبو عبيدة الحمد لله الذي هزمهم عن أوطانهم وجعلهم اشتاتا ثم اقبل أبو عبيدة على سعيد بن زيد وعلى ضرار بن الأزور وقال لهما ما هذه المخالفة رحمكم الله ألم آمركم بالإقامة على أبواب المدينة والمشاغلة للقوم فما الذي ردكم إلي وقد ارعبتم قلبي وقلب من كان معي وظننت ان أهل المدينة كادوكم وهو الذي منعنا ان نتبع المنهزمين فقال سعيد بن زيد أيها الأمير والله ما عصيت لك امرا ولا خالفتك في قول واني قد وقفت حيث أمرتني إذ رأينا دخانا قد علا قتامه ولاح لنا بيانه فقلنا والله ما هذه الا داهية من دواهي الروم أو نفير قد استدعانا به المسلمون فأسرعنا نحوك فعندما نادى الأمير أبو عبيدة في المسلمين معاشر الناس أيكم أوقد نارا أو دخن دخانا في هذا الجبل فليجب الأمير أبا عبيدة قال سهل بن صباح فلما سمعت النداء أجبت المنادي وأتيت الأمير أبا عبيدة فقال ما الذي جراك على ذلك فقصصت عليه قصتي فقال أبو عبيدة لقد وفقك الله تعالى إلى الجنة فإياك بعدها ان تحدث حديثا من غير اذن أميرك قال الواقدي فبينما الأمير كذلك يحدث سهل بن صباح وإذا برجل من
137
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 137