نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 129
لأصحابه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج أحد منكم عن صاحبه وكونوا حولي فما اسرع الفرج والنصر من الله عز وجل فوقف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حول خالد بن الوليد رضي الله عنه كما امرهم وما قصدهم الا من آيس من نفسه وحملت الروم والعرب المتنصرة بأجمعهم وثبت لهم المسلمون الأخيار وعظم بينهم القتال ودارت بهم الأهوال قال ربيعة بن عامر والله لقد كان خالد بن الوليد كلما كثرت الخيل حولنا وازدحمت علينا يتقيها بنفسه ويفرقها بسيفه ولم نزل كذلك حتى أخذنا العطش والظما قال رافع بن عميرة الطائي فلما رايت ذلك قلت لخالد بن الوليد يا أبا سليمان لقد نزل بنا القضاء فقال والله لقد صدقت يا ابا عميرة لأني نسيت القلنسوة المباركة ولم اصحبها معي قال الواقدي وقد عظم عليهم الامر وعز منهم الصبر واخذهم الانبهار ورأوا من المشركين الدمار والأرض قد ملئت من قتلى المشركين وهم بين الروم كأنهم أسرى وإذ قد نادى بهم مناد وهتف بهم هاتف وهو يقول خذل الآمن ونصر الخائف أبشروا يا حملة القرآن جاءكم الفرج من الرحمن ونصرتم على عبدة الأوثان هذا وقد بلغت القلوب الحناجر وعملت السيوف البواتر ودارت عليهم الحوافر قال الواقدي حدثنا بسرة عن إسحاق بن عبد الله قال كنت مع أبي عبيدة رضي الله عنه فبينما نحن في شيرزة وأبو عبيدة في مضربه وإذا به قد خرج في بعض الليل من مضربه وهو ينادي النفير النفير يا معشر المسلمين لقد أحيط بفرسان الموحدين قال فأسرعنا اليه من كل جانب ومكان وقلنا له ما نزل بك أيها الأمير فقال الساعة كنت نائما إذ طرقني رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرني وقال لي معنفا يا ابن الجراح اتنام عن نصرة القوم الكرام فقم والحق بخالد بن الوليد رضي الله عنه فقد أحاط به القوم اللئام وانك تلحق به إن شاء الله تعالى رب العالمين قال الواقدي رحمه الله تعالى فلما سمع المسلمون قول أبي عبيدة رضي الله عنه تبادروا إلى لبس السلاح والزرد وركبوا خيولهم وساروا يريدون خالدا ومن معه قال فبينما الأمير أبو عبيدة رضي الله عنه على المقدمة في أوائل الخيل إذ نظر إلى فارس يسرع به جواده وهو أمام الخيل ويكر في سيره كرا فأمر أبو عبيدة رضي الله عنه رجالا من المسلمين ان الحقوا به فلم يقدروا على ذلك لسرعة جواده قال فلما كلت الخيل عن ادراكه نظر أبو عبيدة اليه وظن أنه من الملائكة قد ارسله الله امامهم غير أنه نادى به الأمير أبو عبيدة على رسلك أيها الفارس المجد والبطل المكد ارفق بنفسك يرحمك الله فوقف الفارس حين سمع النداء فلما قرب أبو عبيدة من الفارس إذا هي أم تميم زوجة خالد بن الوليد رضي الله عنه فقال لها أبو عبيدة ما حملت على المسير امامنا فقالت أيها الأمير اني سمعتك وأنت تصيح وتضج بالنداء وتقول ان خالدا أحاطت به الأعداء فقلت ان خالدا ما يخذل ابدا ومعه ذؤابة المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ حانت مني التقاتة إلى
129
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 129