نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 113
قال الواقدي ففرض على كل واحد أربعة دنانير وبذلك كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعند ذلك رد عليهم أموالهم وأولادهم وأقرهم على بلادهم وكتب أسماءهم وأمرهم بالرجوع إلى أوطانهم فلما استقروا في خيامهم أخبروا من كان بالقرب منهم بحسن سيرة العرب وما عاملوهم به من الجميل وقالوا لقد ظننا انهم يقتلوننا ويستعبدون أولادنا والآن قد رحمونا وأقرونا في بلادنا على أداء الجزية والخراج قال الواقدي فسمعت الروم ذلك فأقبلوا إلى أبي عبيدة رضي الله عنه في طلب الأمان وأداء الجزية والخراج ذكر فتح قنسرين قال الواقدي وبلغ الخبر إلى أهل قنسرين ان الأمير أبا عبيدة يعطي الأمان من قصده فأحبوا ان يأخذوا الأمان من أبي عبيدة رضي الله عنه واجمعوا رأيهم على ذلك وان ينفذوا رسولا من غير علم بطريقهم قال الواقدي وكان على قنسرين والعواصم بطريق من بطارقة الملك من أهل الشدة والبأس وكان أهل قنسرين يخافون منه وكان اسمه لوقا وصاحب حلب عسكره مثل عسكره وسطوته مثل سطوته وكان الملك هرقل قد دعا بهما اليه فقالا له أيها الملك ما كنا نترك ملكنا من غير أن نقاتل قتالا شديدا فشكرهما الملك هرقل على ذلك ووعدهما ان يبعث اليهما جيشا عرمرميا وكانا منتظرين ذلك من وعد الملك لهما وكان مع كل واحد منهما عشرة آلاف فارس الا انهما لا يجتمعان في موضع واحد قال فلما سمع صاحب قنسرين ما قد عزم عليه أهل قنسرين من الصلح مع أبي عبيدة غضب غضبا شديدا وعزم ان يمكر بهم فجمع أهل قنسرين اليه وقال لهم يا بني الأصفر ما تريدون ان اصنع مع هؤلاء العرب وكأنكم بهم وقد اقبلوا الينا يفتحون بلادنا كما فتحو أكثر بلاد الشام فقالوا أيها السيد قد بلغنا انهم أصحاب وفاء وذمة وقد فتحوا أكثر البلاد بالصلح والعدل ومن قاتلهم قاتلوه واستعبدوا أهله وأولاده ومن دخل تحت طاعتهم اقروه في بلده وكان آمنا من سطوتهم والرأي عندنا ان نصالح القوم ونكون آمنين على أنفسهم وأموالنا فقال لهم البطريق لقد أشرتم بالصواب والامر الذي لا يعاب لان هؤلاء العرب قوم منصورون على من قاتلهم وها أنا اعقد لكم الصلح معهم سنة كاملة إلى أن توافينا جيوش الملك هرقل ونعطف عليهم وهم آمنون فنبيدهم عن آخرهم فقالوا افعلوا ما فيه الصلاح
113
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 113