نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 103
معه على دير أبي القدس فانستني وقعتها ما شهدت قبلها من الوقائع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك اني نظرت إلى الروم حين حملنا عليهم في كثرتهم وعددهم وقلنا ما ثم غيرهم وليس لهم كمين عظيم قال فرأينا أجسادهم هائلة وعليهم الدروع وما يبين منهم الا حماليق الحدق لهم طقطقة وزمجرة عندما يحملون حتى نظرت إلى المسلمين قد غابوا في أوساطهم ولا اسمع منهم الا الأصوات تارة يجهرون بها وتارة أقول هلكوا ثم انظر إلى الراية بيد عبد الله بن جعفر رضي الله عنه مرفوعة بذلك وعبد الله يقاتل بالراية ويكر على المشركين ولا يثني ويجاهد على صغر سنة ولم تزل الحرب بيننا كلما طال مكثها اشتد ضرامها وعلا قتامها والتهب نارها وصار عبد الله في وسط القوم وهم حوله كالحلقة الدائرة والروم يحدقون به فجعل كلما حمل يمينا حملت يمينا وان حمل شمالا حملت شمالا ولم نزل في الحرب والقتال حتى كلت منا السواعد وخدرت منا المناكب قال وعظم الامر علينا وهالنا الصبر وتثلم سيف عبد الله في يده وكادت تقع فرسه من تحته فالتجأ بأصحابه في موضع فاجتمع أصحابه اليه فنظر المسملون إلى رايته فقصدوها وما منهم الا مكلوم من المشركين فضاق لذلك ذرعه وما نزل في نفسه مثل ما نزل بالمسلمين فألجأ إلى الله تعالى أمره وفوض إلى صاحب السماء شأنه ورفع يده إلى السماء وقال في دعائه يا من خلق خلقه وابلى بعضهم ببعض وجعل ذلك محنة لهم أسألك بجاه محمد النبي صلى الله عليه وسلم الا ما جعلت لنا من أمرنا فرجا ومخرجا ثم عاد إلى القتال وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتلون معه تحت رايته فلله در أبي ذر الفغاري رضي الله عنه فإنه نصر ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهد بين يديه قال عمرو بن ساعدة فلقد رايته مع كبر سنه يضرب بسيفه ضربا شديدا في الروم وينتمي إلى قومه ويذكر عند حملاته اسمه ويقول أنا أبو ذر والمسلمون يفعلون كفعلة إلى أن بلغت القلوب الحناجر وظنوا ان في ذلك الموضع قبورهم قال الواقدي رحمه الله تعالى حدثني عبد الله بن أنيس الجهني قال كنت أحب جعفرا واجب من أولاده عبد الله فلما قبض أبو بكر رضي الله عنه وكان قائما مقام أبيه نظرت إلى أمه أسماء بنت عميس حزينة فكرهت ان انظر إليها في ذلك الحزن وأيضا ان أبا بكر رضي الله عنه في المسير إلى الشام فاستأذن عبد الله بن جعفر عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسير إلى الشام وقال لي يا ابن أنيس الجهني أشتهي ان ألحق بالشام ومعنا عشرون فارسا أكون مجاهدا أفتصحبني فقلت نعم فودع عمه عليا رضي الله عنه وودع عمر رضي الله عنه
103
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 103