نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 83
إني والله لا أجد لبني إسماعيل في هذا الفئ فضلا على بني إسحاق ( 1 ) . وهذه نماذج من سيرته ( ع ) في الرعية . كان يلزم ولاته بالنصح لعباد الله ، وإشاعة العدل بينهم ، ومعاملتهم باللين والحب . . . : فاخفض لهم جناحك ، وألن لهم جانبك ، وأبسط لهم وجهك ، وآس بينهم ، فإن الله تعالى يسائلكم معشر عباده عن الصغيرة من أعمالكم والكبيرة ، والظاهرة والمستورة ، فإن يعذب فأنتم أظلم ، وإن يعف فهو أكرم ( 2 ) . سع الناس بوجهك ومجلسك وحكمك ، وإياك والغضب ، فإنه طيرة من الشيطان ، واعلم أن ما قربك من الله يباعدك من النار ، وما باعدك من الله يقربك من النار ( 3 ) . بلغه ( ع ) أن عثمان بن حنيف واليه على البصرة دعاه بعض شخصيات أهلها إلى مأدبة ، فخشي الإمام ( ع ) أن تستميل عماله تلك الوسائل أو سواها ، فكتب إليه : . ي أما بعد يا بن حنيف ، فقد بلغني أن رج من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة ، فأسرعت إليها فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم ، فما اشتبه عليك علمه فالفظه ، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه ، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ، ومن طعمه بقرصيه ، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ، ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة و سداد ( 4 ) . من وصاياه ( ع ) لجيوشه : لا تقاتلوهم حتى يبدأوكم ، فإنكم بحمد الله على حجة ، وترككم إياهم حتى يبدأوكم حجة أخرى لكم عليهم ، فإذا كانت الهزيمة بإذن الله ، فلا تقتلوا مدبرا ، ولا تصيبوا معورا ( 5 ) ، ولا تجهزوا على جريح ، ولا تهيجوا النساء بأذى ، وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم ( 6 ) . أعتق علي ( ع ) في حياة رسول الله ( ص ) ألف مملوك مما عملت يداه ، وعرق جبينه ، ولقد ولي الخلافة ، وأتته الأموال فما كان حلواه إلا التمر ، ولا ثيابه إلا الكرابيس ( 7 ) ولقد بلغ في شدة زهده ( ع ) ونكرانه لذاته ابتغاء لوجه الله تعالى ما يتجلى من عبارته : والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها ، ولقد قيل لي : ألا تستبدل بها
1 - الثقفي ، كتاب الغارات ج 1 ص 70 . 2 - نهج البلاغة / باب الرسائل رقم 26 ، من عهده ( ع ) إلى محمد بن أبي بكر ، حين ولاه مصر . 3 - نهج البلاغة رسالة رقم 76 في وصيته إلى عبد الله بن عباس ، حين استخلفه على البصرة . 4 - نهج البلاغة رسالة رقم 45 . * المعور : الذي عجز عن حماية نفسه أثناء الحرب . 6 - نهج البلاغة ، وصيته رقم 14 . 7 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 ص 202 .
83
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 83