responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 234


وذكر المأمون بنص العهد الذي ورد فيه إعتذار الامام عن ممارسة أي شأن من شؤون الدولة ، فرفض المأمون ذلك وأصر على رأيه وشدد في الطلب على الامام في إقامة صلاة العيد ، فوجد الامام نفسه محرجا أمام هذا الالحاح والاصرار فاستجاب للطلب وخرج ، و لذا كان خروجه مفاجأة لجماهير الأمة ووجهائها وعلمائها ورجال الدولة المحتشدين في موكب الصلاة .
كما أن الامام كان قد خرج بهيئة الخاشع المتبتل ، المتجه إلى الله سبحانه ، بعيدا عن مظاهر الأبهة والملك والسلطان ، خلافا لما ألفه الناس وعرفوه في مثل هذه المناسبات ، فكان عليه جلال الإمامة وهيبة الأولياء ، وقدسية الانتساب إلى رسول الله ( ص ) ، فأثر الموقف في جموع المصلين المحتشدة ، وأثار عواطفهم وذكرهم بهيئته هذه برسول الله ( ص ) ، وسيرته في المسلمين ، فاضطرب الموقف وتفاعل المصلون مع الحدث الكبير تفاعلا شديدا ، وانشدوا إلى الإمام ( ع ) ، وتعلقت به القلوب واشرأبت نحوه الأعناق ، و تحولت ( مرو ) إلى مظاهرة صاخبة تعلن عن الولاء لأهل البيت ( ع ) وتزخر بالحب والوفاء لهم .
فأثار هذا الموقف مخاوف البلاط وأركان السلطة ، وفي مقدمتهم الفضل ابن سهل ذو الرياستين أحد وزراء المأمون ، فتوجه خائفا فزعا مما رأى بالمشورة إلى الخليفة العباسي ، وطلب منه أن يعيد الامام وأن يحول بينه وبين إقامة الصلاة ، فقد أرعبه الموقف ، وتجسدت أمامه بداية تمركز شخصية الامام وتألق نجمه السياسي .
ومن الجدير بالذكر أن ذا الرياستين كان ممن يناوئون الإمام الرضا ( ع ) ومن الكارهين لنقل ولاية الامر إليه .
فتقبل المأمون نصيحة ذي الرياستين وطلب من الإمام الرضا ( ع ) العودة والرجوع ، فترك الامام الناس وعاد قبل أن تقام الصلاة . ولكي ننقل صورة حية للقارئ الكريم عن الموقف والمشهد كما وصفه المؤرخون وذكره أرباب السير والرواية ، فلنسجل النص التاريخي الذي رواه الشيخ الصدوق ، قال رضوان الله عليه .
فلما حضر العيد بعث المأمون إلى الرضا ( ع ) يسأله أن يركب ويحضر العيد ، ويخطب ليطمئن قلوب الناس ، ويعرفوا فضله وتقر قلوبهم على هذه الدولة المباركة ، فبعث إليه الرضا ( ع ) وقال : قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخولي في هذا الامر ، فقال المأمون : إنما أريد بهذا أن يرسخ في قلوب العامة والجند والشاكرية هذا الامر ، فتطمئن قلوبهم ويقروا بما فضلك الله به ، فلم يزل يردد الكلام في ذلك ، فلما ألح عليه قال : يا أمير المؤمنين إن أعفيتني من ذلك فهو أحب إلى ، وإن لم تعفني خرجت كما كان يخرج رسول الله ( ص ) ، وكما خرج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) فقال المأمون :
أخرج كما تحب ، وأمر المأمون القواد والناس أن يبكروا إلى باب أبي الحسن الرضا ( ع ) ، فقعد الناس لأبي الحسن الرضا ( ع ) في الطرقات والسطوح من الرجال والنساء والصبيان ، واجتمع القواد على باب الرضا ( ع ) ، فلما طلعت الشمس قام الرضا ( ع ) فاغتسل وتعمم بعمامة بيضاء من قطن ، وألقى طرفا

234

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست