نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 232
الألوية على رأسه ، فذكر عن بعض من حضر ممن كان يختص بالرضا ( ع ) أنه قال : كنت بين يديه في ذلك اليوم فنظر إلى وأنا مستبشر بما جرى ، فأوما إلى أن أدن فدنوت منه ، فقال لي من حيث لا يسمعه غيري : لا تشغل قلبك بهذا الامر ولا تستبشر له فإنه شئ لا يتم ( 1 ) . وهكذا نجد أن الامام اضطر تحت التهديد لقبول البيعة ، ولكي لا يتحمل شيئا من تبعات الحكم ، ويشترط القبول الرمزي دون التدخل في شئ ، أو تحمل أية مسؤولية في الدولة . وحين قبل الإمام الرضا ( ع ) ولاية العهد في وضعها الرمزي التي حددها هو بنفسه راح المأمون يعلن هذا النبأ العظيم ، وينشره في أرجاء البلاد الاسلامية . وجلس المأمون يوم الخميس في ديوان الخلافة ، وأمر وزيره الفضل بن سهل أن يخرج للناس ، ويعلن لهم عن قرار المأمون ورأيه في الإمام ( ع ) ، وعزمه على البيعة بولاية العهد من بعده ، و انه سماه ( الرضا ) . وأبلغهم أن المأمون يأمر بابدال الشعار العباسي - لباس السواد - بالشعار الأخضر و لبس الثياب الخضر . وأعلن لهم عن عزم الخليفة عن صرف مرتب سنوي كامل بهذه المناسبة السعيدة ، ثم طلب منهم أن يعودوا في الخميس القادم ليبايعوا الإمام الرضا ( ع ) ، وجلس المأمون والى جانبه الإمام الرضا ( ع ) في الموعد المحدد للبيعة ، وأقبل القواد والوجهاء والقضاة ، و هم يلبسون الملابس الخضر . فأمر المأمون ولده العباس ليكون أول المبايعين فقام وبايع الإمام الرضا ( ع ) بولاية العهد . فرفع الرضا ( ع ) يده وقد جعل باطنها إلى الناس وظاهرها مقابل وجهه ، فقال له المأمون أبسط يدك للبيعة ، فقال له : ان رسول الله ( ص ) هكذا كان يبايع ، فبايعه الناس ( 2 ) . وهكذا كانت مراسيم البيعة حافلة بالإجلال والعناية واهتمامات المأمون فتوافد الشعراء والخطباء والمتكلمون والمهنئون ، وبذلت الأموال والهدايا والأعطيات والمرتبات . وتمت البيعة في شهر رمضان المبارك سنة إحدى ومئتين للهجرة . روى إبراهيم بن العباس ، قال : كانت البيعة للرضا ( ع ) لخمس خلون من شهر رمضان المعظم سنة إحدى ومئتين وزوجه المأمون ابنته أم حبيب في أول سنة اثنتين ومئتين والمأمون متوجه إلى العراق . وحين تمت البيعة وأعلنت على الناس في مجلس حافل ووسط مراسم لم يشهد