responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 224


لمختلف طبقات الأمة : فإنه يدرك بوضوح الفارق الكبير بين اتجاه بنى العباس وقيادة أهل البيت ( ع ) ، ودعوتهم إلى الاصلاح والتغيير باتجاه المبادئ والقيم الاسلامية التي دعوا إليها ، وأوذوا وعذبوا وشردوا وسجنوا واستشهدوا من أجلها ، ولا أدل على ذلك من شهادة محمد بن الحسن ( النفس الزكية ) ، والحسين بن علي الخير صاحب فخ ، والإمام موسى بن جعفر ( ع ) ، وتوالي ثورات آل علي ( ع ) الواحدة تلو الأخرى .
الوضع السياسي للإمام الرضا ( ع ) .
أما الوضع السياسي للمرحلة التي عاشها الإمام على بن موسى الرضا ( ع ) فيمكن أن نقسمه إلى مرحلتين .
أولا - المرحلة الأولى : وهي مرحلة المهدي والهادي والرشيد ، وكانت مرحلة قاسية صعبة على أهل البيت ( ع ) ، وعلى عميدهم وامامهم موسى بن جعفر أبي الامام على بن موسى الرضا ( ع ) ، فقد عاش الإمام الرضا ( ع ) هذه المرحلة الصعبة تحت كنف أبيه ، وكان يشاهد بأم عينيه محنة أبيه الكاظم وهو ينقل من سجن إلى سجن ، ويلاحق من قبل حكومة الرشيد وموسى الهادي ويضيق عليه ، حتى شهد نهاية المحنة ( في واقعة فخ ) ومذبحة أهل البيت فيها واستشهاد الحسين بن علي بن الحسن ، ومطاردة العلويين وهدم دورهم ومصادرة أموالهم وإدخالهم السجون والمحابس من قبل موسى الهادي ، وكل ذلك كان يجرى والامام على بن موسى الرضا ( ع ) ، يعيشه ويكابده وهو تحت كنف أبيه ( ع ) وفي ظل إمامته ولما استشهد أبوه وانتهت الإمامة إليه ، لم يتعرض له الرشيد بسوء ، وقد ذكر ابن الصباغ المالكي عن صفوان ابن يحيى قال .
مضى موسى الكاظم ( ع ) وقام ولده من بعده أبو الحسن الرضا ( ع ) وتكلم ، خفنا عليه وقلنا له : انك أظهرت أمرا عظيما ، وإنا نخاف عليك من ذلك الطاغية ، يعنى هارون الرشيد ، قال .
ليجهدن جهده ، فلا سبيل له على .
قال صفوان فحدثني الثقة أن خالد بن يحيى البرمكي قال لهارون الرشيد : هذا على بن موسى الرضا قد تقدم وادعى الامر لنفسه ، فقال هارون : يكفينا ما صنعنا بأبيه ، تريد أن نقتلهم جميعا ؟ ( 1 ) .
ومع ذلك فإن الإمام الرضا ( ع ) لم يكن ليحيى بعيدا عن الصراع العلوي مع العباسيين ، دون أن يصيبه الأذى وتحل به الكروب والمحن ، فكما انعكست ثورة الحسين ( ع ) صاحب فخ على أبيه الكاظم ، انعكست كذلك ثورة محمد بن جعفر على الامام على بن موسى الرضا ( ع ) ، فبعد أن أعلنت هذه الثورة على الرشيد وظفر بهم وانتصر عليهم على يد أحد قواده ( الجلودي ) ، أمره أن ينتقم من آل أبي طالب و


1 - ابن الصباغ المالكي / الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة / ص 245 .

224

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست