نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 214
فقال له جعفر : هذا أول ما تعرف به كذب من سعى بي إليك قال : صدقت يا جعفر ، انصرف آمنا فإني لا أقبل فيك قول أحد . قال : وجعل يحيى يحتال في اسقاط جعفر . فقال النوفلي : فحدثني على بن الحسن بن علي بن عمر بن علي عن بعض مشايخه وذلك في حجة الرشيد قبل هذه الحجة ، قال : لقيني ( 1 ) على بن إسماعيل ابن جعفر بن محمد فقال لي : مالك قد أخملت نفسك ؟ مالك لا تدبر أمور الوزير ؟ فقد أرسل إلى فعادلته و طلبت الحوائج إليه . وكان سبب ذلك أن يحيى بن خالد ، قال ليحيى بن أبي مريم : ألا تدلني على رجل من آل أبي طالب له رغبة في الدنيا فأوسع له منها ؟ قال : بلى ، أدلك على رجل بهذه الصفة ، و هو على بن إسماعيل بن جعفر بن محمد فأرسل إليه يحيى فقال : أخبرني عن عمك وعن شيعته ، والمال الذي يحمل إليه ، فقال له : عندي الخبر ، فسعى بعمه ( موسى بن جعفر ) ، فكان في سعايته أن قال له : ان من كثرة المال عنده أنه اشترى ضيعة تسمى البشرية بثلاثين ألف دينار ، فلما أحضر المال قال البائع : لا أريد هذا النقد ، أريد نقد كذا و كذا ، فأمر بها فصبت في بيت ماله ، وأخرج منه ثلاثين ألف دينار من ذلك النقد ووزنه في ثمن الضيعة . قال النوفلي : قال أبى : وكان موسى بن جعفر عليه السلام يأمر لعلي بن إسماعيل بالمال ويثق به ، حتى ربما خرج الكتاب منه إلى بعض شيعته بخط على ابن إسماعيل ثم استوحش منه ، فلما أراد الرشيد الرحلة إلى العراق بلغ موسى ابن جعفر عليه السلام أن عليا ابن أخيه يريد الخروج مع السلطان إلى العراق ، فأرسل إليه وسأله : مالك والخروج مع السلطان ؟ قال : لان على دينا . قال : دينك على . قال : وتدبير عيالي ، قال : أنا أكفيهم ، فأبى الا الخروج ، فأرسل إليه مع أخيه محمد بن جعفر بثلاثمئة دينار ، وأربعة آلاف درهم . فقال : اجعل هذا في جهازك ولا تؤتم ولدي ( 2 ) . ونقل المؤرخون روايات أخرى . ان محمد بن إسماعيل بن الصادق عمه موسى الكاظم يكتب له الكتب إلى شيعته في الآفاق ، فلما ورد الرشيد إلى الحجاز سعى بعمه إلى الرشيد ، فقال : أما علمت في الأرض خليفتين يجبى الهيما الخراج ؟ فقال الرشيد : ويلك أنا ومن ؟ قال : موسى بن جعفر وأظهر أسراره ، فقبض عليه ، وحظي محمد عند الرشيد ، ودعا عليه موسى بن جعفر الكاظم بدعاء استجابه الله فيه وفي أولاده ( 3 ) . وقد روى أنه ( حج الرشيد في تلك السنة ( 179 ه ) فبدأ بقبر النبي ( ص ) فقال : يا رسول الله ، انى أعتذر إليك من شئ أريد أن أفعله ، أريد أن أحبس موسى بن جعفر ، فإنه يريد التشتت بين أمتك وسفك دمائها .
1 - على بن إسماعيل هو ابن أخ الإمام موسى بن جعفر . 2 - الصدوق / عيون الاخبار / ج 1 / ص 69 . 3 - القرشي / حياة الإمام موسى بن جعفر / ج 1 / ص 329 .
214
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 214