responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 212


حتى يئس من رحمة الله . فقد دخل عليه صاحبه عبيد الله البزاز النيشابوري قادما من سفر في شهر رمضان ، ووجد حميد بن قحطبة يتأهب لتناول طعام الغداء ، وبعد قليل أحضر الطعام ، ودعا حميد صاحبه إلى تناول الطعام ، فاعتذر بأنه صائم ، وقال : لعل للأمير عذرا ومسوغا شرعيا للإفطار ، أما أنا فصائم . فأجاب حميد : ليس بي علة ولا عذر لي ، ثم دمعت عيناه ، وبكى وراح يسرد فصول القصة المأساوية المروعة ، وهو يقول لصاحبه : أي مغفرة أرجو وأي صيام ينفع ، بعد أن ولغت في هذه الجريمة ، وقتلت من ذرية علي وفاطمة ستين بريئا ؟ وبأي وجه ألقى الله ورسوله ؟ ! ( 1 ) ونموذج آخر لذلك : فقد ذكر أن محمد بن أبي عمير الأزدي ، كان من أوثق الناس عند الخاصة والعامة - يعنى سنة وشيعة - وأنسكهم نسكا وأورعهم وأعبدهم ، وحكى عن الجاحظ أنه قال : كان أوحد أهل زمانه في الأشياء كلها . وقال أيضا : وكان وجها من وجوه الرافضة ، حبس أيام الرشيد ليلى القضاء ، وقيل : بل ليدل على الشيعة وأصحاب موسى بن جعفر ( ع ) ، وضرب على ذلك وكاد يقر لعظم الألم ، فسمع محمد بن يونس بن عبد الرحمن يقول له : اتق الله يا محمد بن أبي عمير ، فصبر ففرج الله عنه .
وروى الكشي : أنه ضرب مئة وعشرين خشبة أيام هارون ، وتولى ضربه السندي بن شاهك ، و كان ذلك على التشيع ، وحبس فلم يفرج عنه حتى أدى من ماله واحدا وعشرين ألف درهم ، و روى أن المأمون حبسه حتى ولاه قضاء بعض البلاد ، وروى أنه حبس سبع عشرة سنة ، وفي مدة حبسه دفنت أخته كتبه ، فبقيت مدة أربع سنين ، فهلكت الكتب ( 2 ) .
وسجل التاريخ ملاحم أخرى لتلامذة الإمام الكاظم ( ع ) ، وأصحابه في السجون والمعتقلات ، فقد روى : . . . وكان من أصحابه على بن هاشم بن البريد ، وعبد الله بن علقمة ، ومخول ابن إبراهيم السهدي ، فحبسهم جميعا هارون الرشيد في المطبق ( 3 ) ، فمكثوا فيه اثنتي عشرة سنة ( 4 ) .
وهكذا كان الظرف السياسي وسياسة السلطة العباسية . وفي هذه الظروف والأوضاع السياسية الخانقة عاش الامام ، وكان طبيعيا أن يناله ظلم الرشيد ، وأن يلحقه السجن والاضطهاد ، إذ روى بعض المؤرخين والرواة : كان السبب في قدوم موسى بن جعفر إلى بغداد ، أن هارون الرشيد أراد أن يعقد الامر لابنه محمد بن زبيدة ( الأمين ) ، وكان له من البنين أربعة عشر ابنا ، فاختار منهم ثلاثة : محمد بن زبيدة وجعله ولى عهده ،


1 - عيون أخبار الرضا ( ع ) : ج 1 ، ص 110 . / 2 - الصدوق / عيون الاخبار / ج 1 / ص 42 ، ورجال الكشي / ص 591 . * المطبق : اسم سجن من سجون الرشيد . 4 - الصدوق / عيون الاخبار / ج 1 / ص 187 .

212

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست