نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 205
رأى الناس النبي ( ص ) يبكى بكوا ، فلما انصرف قال : ما يبكيكم ؟ قالوا : لما رأيناك تبكى بكينا ، يا رسول الله . قال : نزل علي جبرئيل لما صليت الركعة الأولى فقال : يا محمد ان رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان وأجر الشهيد معه أجر شهيدين ( 1 ) . روى زيد بن علي بن الحسين أن رسول الله ( ص ) صلى في فخ وقال : يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة من المؤمنين ، وينزل لهم بأكفان وحنوط من الجنة ، تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة ( 2 ) . وحينما توقف الإمام جعفر بن محمد الصادق في أرض فخ في إحدى سفراته من المدينة إلى مكة نزل فيها وصلى ، ثم سأله النضر بن قرواش صاحب الجمال المكراة للسفر : جعلت فداك رأيتك قد صنعت شيئا ، أفهو من مناسك الحج ؟ : قال : لا ولكن يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة ( 3 ) . وإذا كان وقع هذه المأساة عظيما على نفس رسول الله ( ص ) ، ومروعا لأهل البيت ( ع ) الذين لم يشهدوا هذه الواقعة ، فكيف بعميد أهل البيت وامام المسلمين موسى بن جعفر الكاظم ( ع ) الذي عاصر المأساة ، وعايش المحنة وتحمل آثارها وتبعاتها السياسية والرسالية ، تلك المأساة التي وصفها الإمام محمد الجواد ( ع ) حفيد الإمام الكاظم ( ع ) بقوله . لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ ( 4 ) . لقد تحدث التاريخ عن أن موسى الهادي الخليفة العباسي الذي وقعت الثورة أيام خلافته ، عكس آثار هذه الثورة العلوية ونتائجها على الإمام موسى ( ع ) ومن نجا من آل أبي طالب من مذابح بنى العباس المروعة ، فتحملها الامام بقلبه الكبير وصبره المديد وعزمه الذي لا يلين . وقع الثورة : لقد أعلن الحسين بن علي الخير الثورة في شهر ذي العقدة عام 169 ه في المدينة المنورة من جوار قبر جده رسول الله ( ص ) ضد الحكم العباسي أيام الهادي بن المهدى ، الا أن ثورته أخفقت وقتل في فخ على مقربة من مكة المكرمة . ولعل هذه الثورة هي من أبرز ثورات أهل البيت وأكثرها لوعة وفجيعة ، بعد ثورة كربلاء الشهادة التي قادها واستشهد فيها الامام السبط الحسين بن علي ( ع ) ، فقد كان لهذه الثورة ولرجالها مقام عظيم في نفوس أهل البيت ( ع ) ، وهي من الاحداث التاريخية الكبرى التي أخبر عنها رسول الله ( ص ) وأهل البيت ( ع ) .