responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 198


وتحدث أبو الفتح الشهرستاني في كتابه ( الملل والنحل ) عن الإمام الصادق ( ع ) وقال :
وقد أقام بالمدينة يفيد الشيعة المنتمين إليه ، ويفيض على الموالين له أسرار العلوم ، ثم دخل العراق وأقام بها مدة ، ما تعرض للإمامة - أي للسلطة - قط ، ولا نازع أحدا في الخلافة قط . ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط ، ومن تعلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط ( 1 ) .
وهذا مالك بن أنس امام المالكية يقول في جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام : كنت أرى جعفر بن محمد وكان كثير الدعابة والتبسم ، فإذا ذكر عنده النبي اخضر واصفر ، و لقد اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه الا على ثلاث خصال : اما مصليا ، واما قائما ، و اما يقرأ القرآن ، وما رأيته يحدث عن رسول الله الا على الطهارة ، ولا يتكلم فيما لا يعنيه ( 2 ) .
وتحدث الأستاذ محمد أبو زهرة شيخ الأزهر عن الإمام الصادق ( ع ) فقال : أما بعد فإننا قد اعتزمنا بعون الله وتوفيقه أن نكتب عن الإمام جعفر الصادق ، وقد كتبنا عن سبعة من الأئمة الكرام ، وما أخرنا الكتابة ة عنه لأنه دون أحدهم ، بل أن له فضل السبعة على أكثرهم ، وله على الأكابر منهم فضل خاص فقد كان أبو حنيفة يروى عنه ، ويراه أعلم الناس باختلاف الناس ، وأوسع الفقهاء إحاطة ، وكان الامام مالك يختلف إليه دارسا راويا ، وكان له فضل الأستاذية على أبي حنيفة ومالك : فحسبه ذلك فضلا ، ولا يمكن أن يؤخر عن نقص ، ولا يقدم غيره عليه عن فضل ، وهو فوق هذا حفيد على زين العابدين ( ع ) الذي كان سيد أهل المدينة في عصره فضلا وشرفا ودينا وعلما ، وقد تتلمذ له ابن شهاب الزهري ، وكثيرون من التابعين ، وهو ابن محمد الباقر الذي بقر العلم ووصل إلى لبابه ، فهو ممن جمع الله تعالى له الشرف الذاتي والشرف الإضافي ، بكريم النسب والقرابة الهاشمية والعترة المحمدية ( 3 ) .
مدرسة الإمام الصادق ( ع ) .
وكما عرفنا سابقا ، فإن الإمام جعفر بن محمد ( ع ) هو أستاذ العلماء وامام الفقهاء ، وهو امام عصره كما هو امام العصور وأستاذ الأجيال .
وقد انصرف هو وأبوه الباقر ( ع ) لإنشاء مدرسة أهل البيت العلمية ، في مسجد رسول الله ( ص ) في المدينة المنورة ، ثم أستمر في تنمية هذه الجامعة العلمية ، ومواصلة حماية الشريعة ، والدفاع عن عقيدة التوحيد بعد أبيه الباقر ( ع ) ، وقد تخرج على يده جيل من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والفلاسفة وعلماء الطبيعة . . . الخ .
وقد نشأت في عهد الإمام الصادق ( ع ) فرق ومذاهب فقهية واعتقادية كثيرة ، كان


1 - الشهرستاني / الملل والنحل / ج 1 / ص 147 . 2 - المستشار عبد الحميد الجندي / الإمام جعفر الصادق / ص 159 . 3 - محمد أبو زهرة / الإمام الصادق / ص 3 .

198

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست