نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 187
حديث رسول الله ( ص ( 1 ) . في حياة الإمام الصادق ( ع ) ، وفي أواخر الحكم الأموي ازداد ظلم الأمويين واشتد ارهابهم و تعاظمت نقمة الأمة عليهم ، وكان طبيعيا أن يكون آل البيت ( ع ) هم الطليعة والقيادة والملاذ الامن لدى جماهير الأمة ، لذا بدأت الحركة والثورات المناهضة للحكم الأموي باسم آل البيت عليهم السلام وأعلن دعاتهم أنهم يدعون لعودة الخلافة والإمامة لأصحابها الشرعيين ، وهم آل البيت ( ع ) ، وأنهم يدعون إلى الرضى من آل محمد ( ص ) أي إلى من هو أهل للأمة والخلافة من ذرية فاطمة الزهراء ( س ) ، ومع كل تلك الاحداث والثورات التي حدثت أبان الحكم ، الأموي البغيض ، ومع شدة الصراع والمنافسة ، نرى أن الإمام الصادق ( ع ) ينأى بنفسه عن هذه الصراعات ، فقد كان امامنا ( ع ) محيطا بأحداث عصره والفتن التي أثيرت باسم الولاء لأهل البيت ، وكان ( ع ) يعرف النتائج التي ستنتهي إليها الاحداث سلفا ، حيث أنه يعرف أن الشعارات زائفة والدعوة مبطنة ، وأن أهل البيت سيكونون هم الضحية . وحقا فقد صدق الإمام ( ع ) فقد وقع ما أخبر ، وحدت ما كان يحذر منه ، فهذا أبو سلمة الخلال أحد أبرز قادة الثورة ضد الأمويين يبعث برسوله إلى الإمام الصادق ( ع ) ويعرض عليه البيعة ، فيحرق الإمام الصادق ( ع ) رسالته ولا يستجيب لطلبه ، وتتكرر الطلبات ، فيردها الامام ، ويرد مرارا طلب أبناء عمومته من العلويين أيضا ، بعد أعرضوا عليه أمر الخلافة واستشاروه فيها ، وهذا الخليفة العباسي أشد خصوم الإمام ( ع ) الذي أوغل في أذاه ، فقد استدعاه مرارا وحاكمه بحجة أنه يدير الحركات المناوئة ، ويوجه الثورات المضادة للحكم العباسي الجائر سرا ، فقد شهد هذا الخليفة الجائر بعظم قدر الإمام الصادق ( ع ) وعلو مقامه ، وقد كشف عن هذا الاعتراف الصريح في رسالته التي وجهها للثائر العلوي محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام - ذي النفس الزكية - ردا على رسالته التي بين فيها فضله وتفوقه على أبى جعفر المنصور ، وأهليته للخلافة ، مستشفعا بنسبه وقرابته من رسول الله ( ص ) وانتسابه لفاطمة الزهراء ( ع ) ، ومما جاء في رد المنصور العباسي : وما خيار بنى أبيك خاصة ، وأهل الفضل منهم ، الا بنو أمهات الأولاد - يعنى أن أمهاتهم كانت جواري - ما ولد فيكم بعد وفاة رسول الله ( ص ) أفضل من على بن الحسين ( ع ) وهو لام ولد ، ولهو خير من جدك حسن بن حسن ، وما كان فيكم بعده مثل محمد بن علي - يعنى الإمام الباقر ( ع ) وجدته أم ولد ، ولهو خير من أبيك ، ولا مثل ابنه جعفر - يعنى الإمام جعفر الصادق ( ع ) - وجدته أم ولد ، وهو خير منك . وروى إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس ، قال : دخلت على أبى جعفر المنصور يوما و قد اخضلت لحيته بالدموع ، وقال لي : ما علمت ما نزل بأهلك ؟
1 - أعيان الشيعة للعاملي ط بيروت ج 1 ص 664 .
187
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 187