نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 160
تسحبهما . لقد كانت نشأة هذه الطاهرة الكريمة في حضن النبوة ، ودرجت في بيت الرسالة ، ورضعت لبان الوحي من صدر أمها الزهراء البتول ( ع ) ، وغذيت بغذاء الكرامة من كف ابن عم الرسول ( ص ) فنشأت نشأة قدسية ، وربيت تربية روحانية . ولما غربت شمس الرسالة ، وغابت الأنوار الفاطمية ، وتزوج أمير المؤمنين بأمامة بنت أبي العاص ، وأمها زينب بنت رسول الله ، بوصية من فاطمة الزهراء ، إذ قالت : . . . و أوصيك أن تتزوج بأمامة بنت أختي زينب ، لتكون لولدي مثلي . قامت أمامة بشؤون زينب ( س ) خير قيام ، وكانت من النساء الصالحات القانتات العابدات . شرفها ومجدها ( س ) : . قال النبي الأكرم ( ص ) : كل بني أم ينتمون إلى عصبتهم ، إلا ولد فاطمة : فإني أنا أبوهم وعصبتهم ( 1 ) . وهذا الشرف الحاصل لعقيلة البيت العلوي ( س ) لا مزيد عليه ، فإذا ضممنا إلى ذلك أن أباها على المرتضى ، وأمها فاطمة الزهراء ، وجدتها خديجة الكبرى ، وعمها جعفر الطيار في الجنة ، وأخويها سيدا شباب أهل الجنة ، وأخواتها وخالاتها أبناء رسول الله ( ص ) ، فماذا يكون هذا الشرف ؟ وإلى أين ينتهي شأوه . ومن الشرف الذي لم يقابله شرف لزينب ( ع ) أن الحسين ( ع ) ائتمنها على أسرار الإمامة ، كما في الخبر الذي رواه الصدوق ( 2 ) . قال ابن الأثير : إنها ] ع [ ولدت في حياة النبي ( ص ) ، وكانت عاقلة لبيبة جزلة ، زوجها أبوها عبد الله بن جعفر ، فولدت له أولادا ، وكانت مع أخيها الحسين ( ع ) لما قتل ، فحملت إلى دمشق وحضرت عند يزيد بن معاوية ، وكلامها ليزيد بن معاوية - حين طلب الشامي أختها فاطمة - مشهور يدل على عقل وقوة جنان . وعن الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالته الزينبية : ولدت زينب في حياة جدها رسول الله ( ص ) ، وكانت لبيبة جزلة عاقلة لها قوة جنان ، فإن الحسن ولد قبل وفاة جده بثمان سنين ، والحسين بسبع سنين ، وزينب الكبرى بخمس سنين . وعن النيسابوري في رسالته العلوية : كانت زينب ابنة علي ( ع ) في فصاحتها وبلاغتها و زهدها وعبادتها كأبيها المرتضى ( ع ) وأمها الزهراء ( س ) . وقال عمر أبو النصر اللبناني في كتابه - فاطمة بنت محمد ( ص ) - : وأما زينب بنت فاطمة ( س ) فقد أظهرت أنها من أكثر آل البيت جرأة وبلاغة وفصاحة ، وقد استطارت
1 - أورده النبهاني في الشرف المؤبد ص 51 ، وقال الصباني في إسعاف الراغبين : هذه الخصوصية لأولاد فاطمة دون أولاد بقية بناتها ( ص ) ، ورواه الطبراني وغيره بأسانيدهم المختلفة . 2 - إكمال الدين وإتمام النعمة للصدوق ص 275 ط إيران .
160
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 160