نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 146
وهنا عدة أدلة يمكن ذكرها لإثبات مشروعية حركة المختار الثقفي وهي : الدليل الأول - النص الصادر من الإمام السجاد ( ع ) : . كان الإمام السجاد ( ع ) يعيش ظرفا سياسيا خاصا ، دعاه إلى أن يسلك نهجا محددا في العمل السياسي ، يتجنب فيه الممارسات السياسية المباشرة ضد النظام ، فلا نتوقع أن نعثر على نص صادر منه يدعو مريديه إلى الالتحاق بقوات المختار في الكوفة ، لأن ذلك مخالف لأسلوبه في العمل ، إنما ينبغي أن نبحث عن نص يؤيد عمل المختار ، ويمدحه في حدود خاصة ، وهذا النص قد صدر من الإمام السجاد ( ع ) ، وذلك بعد أن أرسل إليه المختار رأسي ابن زياد وابن سعد ، حيث قال ( ع ) : . الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من أعدائي ، وجزى الله المختار ( 1 ) . هذا الكلام يشهد بأن عمل المختار وقع مرضيا عنه من قبل الإمام ( ع ) ، ولا يقال بأن مدح الإمام ( ع ) في حدود قتل ابن زياد ، وابن سعد فحسب : وذلك لأن المختار إنما سعى في ثورته إلى تتبع قتلة الحسين ( ع ) والذين شاركوا في صنع تلك الفاجعة ، كافة ، فلا يمكن القول أن قتل شمر بن ذي الجوشن أو حرملة بن كاهل أو غيرهما ، من الذين لم يبعث المختار برؤوسهم إلى المدينة ، لم يقع مرضيا عنه من قبل الإمام السجاد ( ع ) ، كما أن المختار سعى في مواجهة الحكم الأموي ، لأنه هو المدبر الرئيس لفاجعة كربلاء ، فلا محالة تكون مشمولة برضا الامام ومدحه للمختار . الدليل الثاني - وهو النص الصادر من الإمام الباقر ( ع ) : . حيث ورد في الحديث ، عن عبد الله بن شريك : قال : دخلنا على أبي جعفر ( ع ) يوم النحر وهو متكئ ، وقد أرسل إلى الحلاق ، فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه ، ثم قال : من أنت ؟ قال : أنا أبو الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي ، وكان متباعدا من أبي جعفر ( ع ) فمد يده إليه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده ، ثم قال : أصلحك الله إن الناس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك . قال ( ع ) : أي شئ يقولون ؟ قال : يقولون كذاب ، ولا تأمرني بشئ إلا قبلته . فقال ( ع ) : سبحان الله ، أخبرني أبي والله ، أن مهر أمي كان مما بعث به المختار ، أولم يبن دورنا ، وقتل قاتلنا ، وطلب بدمائنا ؟ فرحمه الله ، وأخبرني والله أبي ، أنه كان ليمر عند فاطمة بنت علي يمهدها الفراش ، ويثني لها الوسائد ، ومنها أصاب الحديث ، رحم الله أباك ، ما ترك لنا حقا عند أحد إلا طلبه ، قتل قتلتنا وطلب بدمائنا ( 2 ) . وهذه الرواية تدل بوضوح على مدح المختار ، وعلى سلامة أهدافه التي رفعها . وإلى جانب تلك النصوص التي تدل على مشروعية ثورة المختار ، توجد ثمة مؤيدات عامة يمكن إضافتها إلى تلك النصوص الصريحة في دلالتها وهي :
1 - رجال الكشي ص 127 . 2 - رجال الكشي ص 125 .
146
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 146