نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 131
ومن أريد أن أناجي ؟ ) ( 1 ) . روى الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس : أن رسول الله ( ص ) قال : إذا كان يوم القيامة ينادى فينا : وأين زين العابدين ، فإني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين يخطر بين الصفوف ( 2 ) . أما سبب تسميته ( ع ) ب ( ذي الثفنات ) فإن مواضع سجوده كانت كثفنات البعير ، وهي المواضع التي تقع من البعير على الأرض إذا استناخ ، كالركبتين وغيرهما ، حيث تكون سميكة . عن أبي جعفر ( ع ) قال : إنه كان يخرج في الليلة الظلماء ، فيحمل الجراب على ظهره حتى يأتي بابا فيقرعه ، ثم يناول من كان يخرج إليه ، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه ( 3 ) . دخل علي بن الحسين ( ع ) على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه يعوده ، فجعل يبكي ويقلق ، فقال له علي ] ع [ : ( ما شأنك ) ؟ فقال : علي دين ، قال ] ع [ : ( كم هو ) ؟ قال : خمسة عشر ألف دينار ، فقال ] ع [ : ( هو علي ) ( 4 ) . وقد بلغ من اهتمامه بالفئات المستضعفة في الأمة أن حرر مئات الأرقاء من أسيادهم ، فكان يشتري في كل عام عددا كبيرا منهم من أجل تحريرهم ، وخصوصا في العيدين ، وكانت معاملته لهم معاملة الند للند ، فلم يكلف أحدا فوق طاقته ، ولم يؤذ أحدا أبدا ، و قد أسماه بعض ] الناس [ من أجل ذلك ( محرر العبيد ) ، ولقد أعتق مرة عبدا من عبيده ، و كان قد أعطي فيه مبلغا ضخما ليبيعه ، فرفض وأعتقه ( 5 ) . شتم رجل زين العابدين ( ع ) فقصده غلمانه ، فقال : دعوه ، ثم قال للرجل : ألك حاجة فخجل الرجل ، ثم أعطاه ثوبا وأمر له بألف درهم ، فانصرف الرجل ، وهو يقول : أشهد أنك ابن رسول الله ( ص ) ( 6 ) . روي يوما أن الحسن بن الحسن نال منه فشتمه ، فلم يكلمه ] ع [ ، فلما انصرف ، قال ] ع [ لجلسائه : قد سمعتم ما قال هذا الرجل ، وأنا أحب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا ردي عليه ، فقالوا له : نفعل ، وقد كنا نحب أن تقول له ونقول ، فمشى وهو يتلو الآية الكريمة : ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) ( 7 ) ، فلما بلغ منزله وناداه ، خرج إليه متوثبا للشر وهو لا يشك أنه إنما جاءه ] ع [ مكافيا على بعض ما كان منه ، فقال له علي
1 - حلية الأولياء لأبي نعيم ج 3 ص 133 . 2 - أهل البيت لأبي علم : موضوع أولاد الحسين ، والمجالس السنية ج 2 . 3 - المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 153 . 4 - تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي ص 331 . 5 - قيل : إن المبلغ كان عشرة آلاف درهم أو ألف دينار ، أنظر حلية الأولياء لأبي نعيم ج 3 ص 136 . 6 - تذكرة الخواص ص 331 . 7 - آل عمران : الآية 134 .
131
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 131