نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 114
يقول المسعودي : وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق ، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة ، واستعملت الملاهي ، وأظهر الناس شرب الشراب ، وكان له قرد يكنى بأبي قيس يحضره مجلس منادمته ويطرح له متكأ ، وكان قردا خبيثا ، وكان يحمله على أتان وخشبة قد ريضت وذللت لذلك بسرج ولجام ، ويسابق بها الخيل يوم الحلبة ، فجاء في بعض الأيام سابقا ، فتناول القصبة ودخل الحجرة قبل الخيل ، وعلى أبي قيس قباء من الحرير الأحمر والأصفر مشمر ، وعلى رأسه قلنسوة من الحرير ذات ألوان بشقائق ، وعلى الأتان سرج من الحرير الأحمر منقوش ملمع بأنواع من الألوان ( 1 ) . نماذج من شعارات الإمام الحسين : قبيل ثورته ( ع ) . ولم ينته الموقف إلى هذا الحد ، حيث بدأت الحملة تشتد على أهل البيت ( ع ) ، وعلى أتباعهم ومواليهم أيضا ، فقد جاء في نص رسالة الإمام ( ع ) : لم أخرج أشرا ولا بطرا ، ولا مفسدا ولا ظالما : وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله ( ص ) ، أريد أن آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي و أبي ( 2 ) . . . ويزيد رجل فاسق شارب الخمر ، قاتل النفس المحرمة ، معلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله ( 3 ) . . . وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه ( ص ) ، فإن السنة قد أميتت ، والبدعة قد أحييت ، فإن تسمعوا قولي ، أهدكم إلى سبيل الرشاد ( 4 ) . أيها الناس ، إن رسول الله ( ص ) قال : من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله ، ناكثا لعهد الله ، مخالفا لسنة رسول الله ( ص ) ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغير عليه بفعل ولا قول ، كان حقا على الله أن يدخله مدخله : ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا عبادة الرحمن ، وأظهروا الفساد ، وعطلوا الحدود ، و استأثروا بالفئ ، وأحلوا حرام الله ، وحرموا حلاله ( 5 ) . كان القرآن الكريم يؤكد أمرا لابد منه ، وهو اتباع سنة الرسول ( ص ) الشاملة لقوله و عمله ورضاه ، والولاء المطلق للخلفاء الراشدين الهادين ، الذين نص عليهم الرسول ( ص ) بأسمائهم ، المطهرين من الرجس ، عدول القرآن الكريم . ولما لم يكن في صريح القرآن كل التعاليم التي تغطي حاجة المؤمنين ، فكان لابد من إحالتها إلى الاقتباس من سنة الرسول ( ص ) وأهل بيته الأطهار ، أوصيائه وخلفائه ، و كان لابد للرسول ( ص ) من التأكيد على هذا الأمر بالنسبة إلى خلفائه الحقيقيين ، طالما لم يتفقه أغلب المسلمين بجميع أبعاد الرسالة ، لقصر فترة حياته ( ص ) ، فقد ورث النبي ( ص ) علمه كله خلفاءه الذين نص عليهم ، وأكد على الرجوع إليهم في كل شاردة وواردة حول الكتاب
1 - مروج الذهب للمسعودي ج 3 ص 67 . 2 - مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 88 . 3 - مقتل الحسين لابن طاووس ص 11 . 4 - مقتل الحسين للمقرم ص 141 و 142 . 5 - المصدر نفسه .
114
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 114