responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 105


ولما كان الصديق يطلب من الزهراء ( ع ) بضعة رسول الله ( ص ) ( التي خصت وأهل بيتها ( ع ) بآية التطهير ) البينة على دعواها ويعترض على شهادة أم أيمن المشهود لها بالجنة ، و سيد الأوصياء علي قرين الزهراء في آية التطهير ، والحسنين أيضا ، فكيف غفل عن أخذ البينة من أبي بشير المازني لما جاء يطلب مالا كان قد أوعده النبي بذلك ؟ فقد جاء في الطبقات لابن سعد عن أبي سعيد الخدري أنه قال : سمعت منادي أبي بكر ينادي بالمدينة حين قدم عليه مال البحرين : من كانت له عدة عند رسول الله ( ص ) فليأت ، فيأتيه رجال فيعطيهم ، فجاء أبو بشير المازني فقال : إن رسول الله ( ص ) قال : يا أبا بشير ، إذا جاءنا شئ فأتنا ، فأعطاه أبو بكر حفنتين أو ثلاثا فوجدوها ألفا وأربعمئة درهم ( 1 ) .
وفي صحيح البخاري : إن النبي ( ص ) لما مات جاء لأبي بكر مال من قبل العلاء بن الحضرمي ، فقال : من كان له علي دين أو كانت قبله عدة فليأتنا ، قال جابر : وعدني رسول الله ( ص ) أن يعطيني هكذا وهكذا وهكذا ، فبسط يده ثلاث مرات ، فعد في يدي خمسمئة ثم خمسمئة ثم خمسمئة .
فإذا كان الصديق لا يطالب أحدا من الصحابة بالبينة على الدين أو العدة : فكيف طالب الزهراء ببينة على النحلة ؟ وهل كان النظام القضائي يخص الزهراء وحدها بذلك ؟ أو أن الظروف السياسية الخاصة هي التي جعلت لها هذا الاختصاص ؟ ! .
إذن كان على الخليفة نظرا لملكية الزهراء لفدك ، أن لا يتصرف فيها بما تكره ، ولا ينزعها منها ، سواء أجاز له أن يحكم على وفق علمه أولا ، ثم إنه لم يكن في المسألة - منكر ينازع الزهراء ( ع ) ، ليلزم طلب اليمين منه ، واستحقاقه للمال إذا قسم : لأن الأموال التي كانت تطالب بها الزهراء ( ع ) إما أن تكون لها ، أو أنها تكون للمسلمين .
الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ( ع ) .
في اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك من السنة الثالثة من الهجرة : أعلن البيت النبوي المطهر نبأ ميلاد سبط الرسول الأول الحسن بن علي بن أبي طالب ( ع ) ، وزفت البشرى إلى المصطفى ، والتفت الرسول ( ص ) ، إلى علي ( ع ) قائلا : أي شئ أسميت ابني ؟ قال :
ما كنت لأسبقك بذلك ، فقال ( ص ) : ولا أنا سابق ربي ( 2 ) .
ولم يكد هذا الحوار الكريم بين الرسول ( ص ) ووصيه ، حول تسمية الوليد يصل نهايته حتى تنزل الوحي الإلهي المقدس على رسول الله ( ص ) يبلغه ، بأن الله سبحانه قد سمى الوليد حسنا ( 3 ) .
إن المتتبع لحياة الحسن السبط وأخيه الحسين عليهما السلام : لابد أن يصل إلى حد القطع في أنهما قد توافرت لهما من التربية والنشأة الروحية والفكرية ما لم يتسن لسواهما بعد جدهما ( ص ) وأبيهما ( ع ) ، فبصمات الوحي والإعداد الإلهي ، صارا طابعا مميزا لشخصيتهما


1 - راجع الطبقات لابن سعد ج 3 ص 180 . 2 - ذخائر العقبى للطبري ط القاهرة ص 120 . 3 - المصدر نفسه .

105

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست