نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 100
فكتب إليه : أما بعد فإني لو كتبت إليك آمرك أن تذبح شاة لكتبت إلي أجماء أم قرناء ؟ أو كتبت إليك أن تذبح بقرة لسألتني ما لونها ؟ فإذا ورد عليك كتابي هذا فأقسمها في ولد فاطمة ( ع ) من علي ( ع ) ، والسلام ، قال : فنقمت بنو أمية ذلك على عمر بن عبد العزيز و عاتبوه فيه إلى أن قال ، قال رسول الله ( ص ) : فاطمة بضعة مني يسخطني ما يسخطها ، و يرضيني ما يرضيها ، وإن عمر بن العزيز قال : إن فدكا كانت صافية على عهد أبي بكر وعمر ثم صار أمرها إلى مروان ، فوهبها لعبد العزيز أبي فورثتها أنا وإخوتي عنه ، فسألتهم أن يبيعوني حصتهم منها ، فمن بائع وواهب حتى استجمعت لي ، فرأيت أن أردها على ولد فاطمة ، . . . الخ ( 1 ) . قال أبو بكر : حدثني محمد بن زكريا ، قال : حدثني مهدي بن سابق قال : جلس المأمون للمظالم ، فأول رقعة وقعت في يده نظر فيها وبكى ، وقال للذي على رأسه ، ناد : أين وكيل فاطمة ؟ فقام شيخ عليه دراعة وعمامة وخف ثغري فتقدم ، فجعل يناظره في فدك ، والمأمون يحتج عليه وهو يحتج على المأمون ، ثم أمر أن يسجل لهم بها ، فكتب السجل و قرئ عليه فأنفذه ( 2 ) . إذن فالزهراء ( ع ) في مسألة فدك كانت - على رأي أبي بكر - تطالب بما ليس لها فيه حق ، وهي بذلك تكون على أحد أمرين لا ثالث لهما أولهما : إنها كانت كاذبة - والعياذ بالله - تطمع بأخذ ما تعلم أنه ليس لها فيه حق ! ! وثانيها : إنها كانت جاهلة بالعلم الذي يعلمه أبو بكر ، وقد التبست عليها أحكام الميراث ! ! ولا أحسب أننا بحاجة إلى تفنيد الاحتمال الأول . وأما الثاني فقد تكفلت عليها السلام نفسها بتفنيده : حين واجهت أبا بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار بالقول : . . . وأنتم الآن تزعمون أن لا وارث لنا ولا حظ : أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يؤمنون ( 3 ) . أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي ؟ لقد جئت شيئا فريا ، أعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ، إذ يقول سبحانه : ( وورث سليمان داوود ) ( 4 ) . وقال فيما اقتص من خبر زكريا : ( فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا ) ( 5 ) . . . إلى قولها : أخصكم الله بآية أخرج أبي منها ؟ ! أم أنتم أعلم بخصوص القرآن من أبي وابن عمي ؟ أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان ؟ ( 6 ) . وبإمكانك أن تراجع كنز العمال ، والمسند لابن حنبل ، والدر المنثور للسيوطي ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد حول نزول : ( وآت ذا القربى حقه ) ، فذهب الرسول الأعظم إلى ابنته فاطمة وقال : يا بنية ، إن الله قد أفاء على أبيك بفدك ، واختصه بها ، فهي له خاصة