ولعلّ هذا الأمر من الوضوح بحيث أنّ كل من يقرأ النص ، فإنّه يدرك لأول وهلة أنّه غريب عن الإسلام والقرآن ، والسنّة وأحكام العقل ، ومقتضيات الفطرة .
ولكن المهم هو أن يلتفت الناس إلى هذا الأمر ، ويأخذه المحققون بنظر الاعتبار ، فإنّ تمييز الغث من السمين ، فيه خدمة كبرى للإسلام والإنسان . .
س : إنّ من يتتبع آثاركم العلميّة يجد أنّكم تعتمدون كثيراً على مصادر السنّة ، وكمثال على ذلك نشير إلى كتابكم الذي صدر حديثاً بعنوان « السوق في ظل الدولة الإسلاميّة » فإنّ هذا المر ظاهر فيه لا يخفى .
فإلى أي حد - يمكن لباحثينا ومتعلمينا الاعتماد على هذا النوع من المصادر ؟ ! وهل تجدون حاجة إلى ذلك أساساً ؟ فإنّنا نلاحظ أنّ هذا الأمر لم يكن بهذه السعة لدى علمائنا رحمهم الله ولكنّنا نجد اخيراً أنّ آية الله المنتظري هو الاخر يهتم بإيراد مصادر أهل السنة في استدلالاته الفقهيّة ، ونلاحظ ذلك أيضاً في كتاباتكم .
ج : إنّ ما يهمنا أولاً وبالذات هو معرفة الحقيقة والوصول إليها ، ويلاحظ أنّ بعض المسائل في الفقه والتاريخ قد عالجها علماء الشيعة ، لأنّ الضرورة قد اقتضت طرحها ومعالجتها ، كما أنّ لعامل الزمن تأثيره الكبير في طرح بعض القضايا للبحث والتمحيص .
ولكن ثمة مسائل كثيرة أخرى ، لم ير علماء الشيعة ضرورة لمعالجتها ، بصورة واسعة في ما سلف ، أو اقتضت بعض الظروف عدم التعرّض لها .

145