نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري جلد : 1 صفحه : 4
سبعة عشر عاما ، وهي مدة سلطنته ، مجاهدا مقاتلا ضد الصليبيين والمغول ، واستطاع أن يحرر الكثير من المواقع التي احتلها الفرنجة على سواحل الشام . والواقع إن هذه الفترة من حكم المماليك قد انقذت ما تبقى من بلاد الإسلام ، وتصدت بشجاعة للغزوين المغولي والصليبي . وقد أعاد السلطان الظاهر بيبرس الخلافة العباسية إلى سابق مجدها وجعل القاهرة مقر الخلافة بعد سنة 656 ه حيث سقطت بغداد بأيدي المغول ، واستمر الوضع العسكري على هذا المنوال في الدولة الثانية ، حيث كان الفرنجة يحاولون النزول على سواحل الشام أو مصر بين وقت وآخر ، فكانوا يتصدون لهم ، وببسالة ، حتى إن برسباي تعدى ذلك إلى أن غزا قبرس وأسر ملكها وغنم الغنائم العظيمة . أما الحجاز ، أيام الدولة الثانية ، فكان يخضع للسلطة المركزية ، في القاهرة ، وكان السلاطين ، يتدخلون عند الضرورة ، لفض النزاعات على الحكم في مكة وما يليها . كما امتدت سلطة الدولة المملوكية إلى اليمن والسواحل الشرقية لشبه الجزيرة العربية . < فهرس الموضوعات > الحال الاجتماعية < / فهرس الموضوعات > الحال الاجتماعية : إن التنافس على السلطة ، والمعارك الجانبية التي كانت تشب هنا وهنالك في مصر والشام ، بالإضافة إلى المواجهات العنيفة ضد المغول ومن بعدهم الفرنجة الصليبيين ، كانت تستنزف الطاقات المالية والاقتصادية في مصر ، مما دفع الكثير من الملوك لفرض ضرائب جديدة كلما دعت الحاجة ، مما أثقل كاهل الناس ، خصوصا في مصر . ولم يقتصر الأمر ، على الإنفاق الحربي ، لكن اشتركت عوامل أخرى في تعقيد الأحوال المعيشية ، من ذلك : الطاعون [1] والأوبئة الأخرى التى كانت تتفشى من وقت لآخر فيذهب آلاف الناس ضحية لذلك ، وبالتالي ينعكس الأمر سلبا على البلاد لفقدان الأيدي العاملة في الزراعة وفي الحرف الأخرى ، وأكثر ما يلاحظ ذلك في الدولة الثانية ، حيث تفاقمت الضرائب [2] ، وازدادت المصادرات ، وتغلب الجند على مقدّرات البلاد والعباد ، وكثرت ثورات الأعراب ، خصوصا في صعيد مصر . ويضاف على ذلك ، ما كان يسببه انخفاض النيل من أزمة في ري المزروعات فتقل المواسم وترتفع الأسعار ، ويكثر السلب والنهب والمصادرات . أما طبقات الشعب ، فكانت الطبقة الحاكمة ، طبقة المماليك السلاطين ، والأمراء ، والجنود ومعظمهم كانوا يتحدرون من أصول غير عربية ، وبعضهم لم يكن يتكلم العربية . وعامة الشعب ، وتنقسم إلى تجار متوسطي الحال ، والسواد الأعظم من الناس من المزارعين والفقراء . < فهرس الموضوعات > الحال الثقافية < / فهرس الموضوعات > الحال الثقافية : إن الأوضاع السياسية ، غير المستقرة ، والأحوال الاقتصادية المتدهورة ، والحروب التي لا
[1] مطالعات في الشعر المملوكي : 46 . [2] بدائع الزهور : 3 / 59 .
4
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري جلد : 1 صفحه : 4