نام کتاب : الوافي بالوفيات نویسنده : الصفدي جلد : 1 صفحه : 164
باب الجابية وأصابه فالج فركب الغلام خلفه وأمسكه إلى البستان واستمر به المرض إلى أن مات سنة اثنتين وثمانين ودفن بسفح قاسيون وحكى لي أنه بلغه أن ربعة في بغداد بخط ابن البواب كتبها بخفيف المحقق فاستعمل من ورق الطير جملة وأخذه معه وتوجه إلى بغداد وأخذ تلك الربعة جزءا فجزءا وكان يضع ورق الطير على خط ابن البواب فيشف عما تحته ويجلي الكتابة له فيكتب عليها لا يخل بذرة منها وقد رأيت أنا من هذه الربعة التي كتبها عماد الدين جزءا وما في الورقة مكتوب إلا وجهة واحدة فكنت أتعجب لذلك فلما سمعت هذه الواقعة علمت السبب في ذلك والله أعلم وحكي أيضا أنه توجه إلى الديار المصرية واتفق أنه ركب في النيل مع الصاحب تاج الدين ابن حنا فكان معه جماعة من أصحابه المختصين به وكان فيها شخص يعرف بابن الفقاعي ممن له عناية بالكتابة فسأل الصاحب بهاء الدين وقال يا مولانا عندي لمولانا الصاحب وهؤلاء الجماعة يوم كامل الدعوة ومولانا يدع المولى عماد الدين يفيدني قطة القلم فقال والله ما في ذا شيء مولانا يتفضل عليه بذلك فأطرق عماد الدين مغضبا ثم رفع رأسه وقال أوخير لك من ذلك قال وما هو قال أحمل إليك ربعة بخطى وتعفيني من هذا فقال الصاحب لا والله الربعة بخط مولانا تساوي ألفي درهم وأنا ما آكل من هذه الضيافة شيئا يساوي عشرة دراهم أو كما قيل وكان قد طلب إلى الديار المصرية ورتب ناظرا على الأملاك الظاهرية والتعلقات المختصة بالملك السعيد ابن الظاهر وذلك في أواخر الدولة الظاهرية بعد وفاة الرئيس مؤيد الدين أسعد ابن القلانسي ) وكان والده القاضي شمس الدين أبو نصر من كبار العلماء العارفين بالمذهب وولي نيابة الحكم بدمشق مدة زمانية 3 ( الحافظ شمس الدين ابن جعوان ) ) محمد بن محمد بن عباس بن أبي بكر بن جعوان بن عبد الله الحافظ شمس الدين أبو عبد الله الأنصاري الدمشقي الشافعي النحوي أحد الأئمة أخذ النحو عن جمال الدين محمد بن مالك وكان من كبار أصحابه ثم أقبل على الحديث وعني به أتم عناية وسمع من ابن عبد الدائم وابن النشبي وابن أبي الخير وغيرهم وارتحل إلى مصر وسمع من عامر القلعي والعز الحراني وطائفة وكتب كثيرا بخطه وخرج المشايخ وقرأ المسند على ابن علان قراءة لم يسمع الناس مثلها في الفصاحة والصحة وحضره جماعة من الأئمة فما أمكنهم أن يأخذوا عليه لحنة واحدة ومات في عنفوان الشبيبة سنة اثنتين وثمانين وست مائة وهو أخو الفقيه الزاهد شهاب الدين كتب ابن جعوان إلى أهله من تبوك الطويل * كتبت كتابي من تبوك لتسعة * مضت بعد عشر في المحرم ولت * * وإني بحمد الله أرجو لقاءكم * إذا صفر عشرون منه تبقت * 3 ( القاضي بهاء الدين ابن خلكان ) ) محمد بن محمد بن إبراهيم ابن أبي بكر بن خلكان القاضي بهاء الدين أبو عبد الله الأربلي الشافعي قاضي بعلبك أخو قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان ولد بأربل سنة ثلاث وست مائة وسمع صحيح البخاري من أبي جعفر ابن مكرم كأخيه وحدث وسمع منه ابن أبي الفتح والشيخ علم الدين البرزالي والجماعة وهو والد النجم صاحب
164
نام کتاب : الوافي بالوفيات نویسنده : الصفدي جلد : 1 صفحه : 164