responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوافي بالوفيات نویسنده : الصفدي    جلد : 1  صفحه : 150


الوزارة لهولاكو من غير أن يدخل يده في الأموال واحتوى على عقله حتى أنه لا يركب ولا يسافر إلا في وقت يأمره به ودخل عليه مرة ومعه كتاب مصور في عمل الدرياق الفاروق فقرأه عليه وعظمه عنده وذكر منافعه وقال إن كمال منفعته إن تسحق مفرداته في هاون ذهب فأمر له بثلاثة آلاف دينار لعمل الهاون وولاه هولاكو جميع الأوقاف في سائر بلاده وكان له في كل بلد نائب يستغل الأوقاف ويأخذ عشرها ويحمله إليه ليصرفه في جامكيات المقيمين بالرصد ولما يحتاج إليه من الأعمال بسبب الأرصاد وكان للمسلمين به نفع خصوصا الشيعة والعلويين والحكماء وغيرهم وكان يبرهم ويقضي اشغالهم ويحمي أوقافهم وكان مع هذا كله فيه تواضع وحسن ملتقى قال شمس الدين الجزري قال حسن بن أحمد الحكيم صاحبنا سافرت إلى مراغة وتفرجت في هذا الرصد ومتوليه صدر الدين علي بن الخواجا نصير الدين الطوسي وكان شابا فاضلا في التنجيم والشعر بالفارسية وصادفت شمس الدين محمد بن المؤيد العرضي وشمس الدين ) الشرواني والشيخ كمال الدين الأيكي وحسام الدين الشامي فرأيت فيه من آلات الرصد شيئا كثيرا منها ذات الحلق وهي خمس دوائر متخذة من نحاس الأولى دائرة نصف النهار وهي مركوزة على الأرض ودائرة معدل النهار ودائرة منطقة البروج ودائرة العرض ودائرة الميل ورأيت الدائرة الشمسية يعرف بها سمة الكواكب واصطرلابا تكون سعة قطره ذراعا واصطرلابات كثيرة وكتبا كثيرة قال وأخبرني شمس الدين ابن العرضي أن نصير الدين أخذ من هولاكو بسبب عمارة هذا الرصد ما لا يحصيه إلا الله وأقل ما كان يأخذ بعد فراغ الرصد لأجل الآلات وإصلاحها عشرون ألف دينار خارجا عن الجوامك والرواتب التي للحكماء والقومة وقال الخواجا نصير الدين في الزيج الأيلخاني أنني جمعت لبناء الرصد جماعة من الحكماء منهم المؤيد العرضي من دمشق والفخر المراغي الذي كان بالموصل والفخر الخلاطي الذي كان بتفليس والنجم دبيران القزويني وابتدأنا ببنائه في سنة سبع وخمسين وست مائة في جمادى الأولى بمراغة والأرصاد التي بنيت قبلي وعليها كان الاعتماد دون غيرها هو رصد برجس وله مذ بنى ألف وأربع مائة سنة وبعده رصد بطلميوس بمائتي سنة وخمس وثمانين سنة وبعده في ملة الإسلام رصد المأمون ببغداد وله أربع مائة سنة وثلاثون سنة والرصد البناني في حدود الشام والرصد الحاكمي بمصر ورصد بني الأعلم ببغداد وأوفقها الرصد الحاكمي ورصد ابن الأعلم ولهما مائتان وخمسون سنة وقال الأستاذون إن أرصاد الكواكب السبعة لا يتم في أقل من ثلاثين سنة لأن فيها يتم دور هذه السبعة فقال هولاكو أجهد في أن يتم رصد هذه السبعة في اثنتي عشرة سنة فقلت له اجهد في ذلك وكان النصير قد قدم من مراغة إلى بغداد ومعه جماعة كثيرة من تلامذته وأصحابه فأقام بها مدة أشهر ومات وخلف من الأولاد صدر الدين علي والأصيل حسن والفخر أحمد وولي صدر الدين على بعد أبيه غالب مناصبه فلما مات ولي مناصبه أخوه الأصيل وقدم الشام مع غازان وحكم تلك الأيام في أوقاف دمشق وأخذ منها جملة ورجع مع غازان وولي نيابة بغداد مدة فأساء السيرة فعزل وصودر وأهين فمات غير حميد وأما أخوهما الفخر أحمد فقتله غازان لكونه أكل أوقاف الروم وظلم ومولد النصير بطوس سنة سبع وتسعين وخمس مائة توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وست مائة ببغداد وقد

150

نام کتاب : الوافي بالوفيات نویسنده : الصفدي    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست