responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاضرات والمحاورات نویسنده : جلال الدين السيوطي    جلد : 1  صفحه : 211

إسم الكتاب : المحاضرات والمحاورات ( عدد الصفحات : 550)


وللأرض السبخة دولة على الأرض العذبة ، وما من شىء إلا وله دولة ، حتى تنقضي دولته .
وقال : أنشدنا أبو الحسن الفقيه الشافعي ، قال : أنشدني أبو تراب علي بن الحسين المقري لبعض الشعراء في قاضيين ، كان أحدهما يعزل ، ويولَّى الآخر في كل وقت : [ المجتث ] < شعر > عندي حديث طريف بمثله يتغنّى في قاضيين يعزّى هذا وهذا يهنّى هذا يقول اكرهونا وذا يقول استرحنا ويكذبان ونهذي فمن يصدّق منّا [1] < / شعر > وأخرج ابن عساكر عن عطاء السليمي [2] قال : مررت ذات يوم في أزقة الكوفة فرأيت عليّان واقفا على طبيب يضحك منه ، فقلت : ما يضحكك ؟ قال : من هذا العليل السقيم الذي يداوي غيره وهو مسقام ، قلت : فهل تعرف له دواء ينجيه مما هو فيه ؟ قال : نعم ، شربة إن هو شربها رجوت برأه مما هو فيه ، قلت : صفها ، قال : خذ ورق الفقر ، وعرق الصبر ، وهليلج التواضع ، وبليلج المعرفة ، وغاريقون الفكر ، فدقها دقا ناعما بهاون الندم ، واجعلها في طنجير التّقى ، وصبّ عليها ماء الحياة ، وأوقد تحتها حطب المحبة ، حتى يرغو الزبد ، ثم افرغها في جام الرضى ، وروّحها بمروحة الجهد ، واجعلها في قدح الفكرة ، وذقها بملعقة الاستغفار ، فلا تعود إلى المعصية أبدا . قال : فشهق الطبيب شهقة خرّ مغشيا عليه ، ثم فارق الدنيا .
قال عطاء : ثم رأيت عليان بعد حولين في الطواف ، فقلت له : وعظت رجلا فقتلته ، قال : بل أحييته ، فقلت : فكيف ؟ قال : رأيته في منامي بعد ثلاث من وفاته / عليه قميص أخضر ورداء ، وبيده قضيب من قضبان الجنة ، فقلت له : ما فعل اللَّه بك ؟ قال : وردت على رب رحيم غفر ذنبي ، وقبل توبتي ، وأقالني عثرتي .
وأخرج ابن عساكر ، عن طريق تمام بن محمد ، أخبرني أبي ، حدثني أبو الحسن علي بن شيبان الدينوري ، أخبرني محمد بن عبد الرحمن الدينوري ، عن الربيع بن سليمان ، قال ، قال الشافعي [3] : سمعت سفيان بن عيينة [4] يقول : إن العالم لا يماري ولا يداري ، ينشر حكمة اللَّه ،



[1] في ش : ويكذبان جميعا .
[2] عطاء السليمي : ويقال له عطاء العبدي ، قال عنه أبو نعيم : ذو الخوف العظيم ، والقلب السليم . ( حلية الأولياء 6 / 215 ) .
[3] في ب ، ط ، ل : الشافعي رضي اللَّه عنه .
[4] سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفي : محدث الحرم المكي ، ولد بالكوفة وسكن مكة ، كان حافظا ثقة واسع العلم ، كبير القدر ، له ( الجامع ) في الحديث ، وكتاب في التفسير ، توفي سنة 198 ه . ( حلية الأولياء 7 / 270 ، طبقات ابن سعد 5 / 497 ) .

211

نام کتاب : المحاضرات والمحاورات نویسنده : جلال الدين السيوطي    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست