إسم الكتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار ( عدد الصفحات : 629)
البرامكة لأن خالداً كان من ولد من ولي هذا البيت ، وكان بنيانه من أعلى المباني تشييداً ، تنصب في أعلاه شقق الحرير الأخضر ، طول الشقة مائة ذراع لتدفع عنه قوة الريح ، فيذكر أن الريح خطفت يوماً بعض تلك الشقق فرمت به على مسافة خمسين فرسخاً ، وهذا يدل على ذهابه في الجو . وعلى باب النوبهار كتاب بالفارسية : قال بيوراسف : أبواب الملوك تحتاج إلى خصال : عقل وصبر ومال ، وتحت هذه الكتابة مكتوب بالعربية : كذب بيوراسف ، الواجب على الحر إذا كان معه واحدة من هذه الخصال ألا يلزم باب السلطان . نوابية : إليها ينسب النوبة وبها عرفوا ، وهي مدينة صغيرة وأهلها مياسير ، ولباسهم الجلود المدبوغة وأزر الصوف ومنها إلى النيل أربعة أيام ، وشرب أهلها من الآبار ، وطعامهم الذرة والشعير ، ويجلب إليهم التمر ، والألبان عندهم كثيرة ، وفي نسائهم جمال فائق ولهن أعراق طيبة ليست من أعراق السودان في شيء . وجميع بلاد النوبة في نسائهم جمال وكمال وشفاههم رقاق وأفواههم صغار ومباسمهم بيض وشعورهم سبطة ، وليس في جميع السودان والزنوج والحبشة والبجاة وغيرهم من شعور نسائهم كشعور نساء النوبة فإنها سبطة مرسلة ، ولا أحسن للجماع منهن ويبلغ ثمن الجارية منهن ثلاثمائة دينار ، ولهذه الخلال التي فيهن يرغب فيهن ملوك مصر ، فيتنافسون في أثمانهن ويتخذونهن أمهات أولاد لحسنهن وطيب مباضعتهن . نيكث : مدينة من عمل الشاش جليلة المقدار كثيرة العمار والتجارات الواسعة والخيرات ، وعليها سور حصين ، ولها مياه جارية ومتنزهات ، وبخارجها ربض عليه سور حصين وأكثر أسواقها العامرة في الربض . نيطس : بحر نيطس متصل من جهة جنوبه ببلاد اللازقة إلى أن يتصل بالقسطنطينية ، وطوله ألف ميل وثلاثمائة ميل ، وعرضه ثلاثمائة ميل ، وأعرض موضع فيه يكون أربعمائة . وبحر نيطس هو بحر أمم من الترك والبرغز والروس وغيرهم ، وهو يمر من الشمال من ناحية اللازقة ثلاثمائة ميل ، وهي وراء القسطنطينية ، ويتصل هذا البحر من بعض جهاته ببحر الخزر . وفي بحر نيطس جزيرتان عامرتان : إحداهما يصاد بها الحوت المسمى شهربا ، وهو نوع من السقنقور يصاد عند هيجان البحر في مرسى بغربي الجزيرة يفعل مثل الذي يفعله السقنقور في الباه بل هو أجود وأفضل ، فإن الصائد إذا رمى شبكته وتعلق بها هذا الحوت أنعظ إنعاظاً شديداً خارجاً عن العادة فيعلم به الصائد من قبل أن يراه ، وهو قليل الوجود ، ومقدار هذا الحوت من ذراع إلى شبر بلا زائد ، يملح بعد التشريح بالملح والزنجبيل ويلف في أوراق الأترج ويهدى إلى الملوك الساكنين بتلك الأرض فيجيزون عليه ، ومقدار ما يمسك منه الآخذ تحت لسانه وزن قيراط لا غير ، وهذا عندهم صحيح معلوم . نينوى : كورة من كور الموصل من عمل الجزيرة ، وهي مقابلة للموصل بينهما دجلة ، وإلى أهلها بعث يونس بن متى عليه السلام ، وكان قومه يعبدون الأصنام فكان من أمره وأمر قومه ما نصه الله تعالى في كتابه " فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا " ، وهي مدينة أيوب عليه السلام ، وهي عامرة وفيها عين ثرة وهي التي استحم فيها أيوب عليه السلام وتطهر وغسل نفسه من البلاء الذي كان به ينزل إليها في درج وليس بهذه المدينة أشجار ، وهناك عين تعرف بعين يونس ، ويأوي إلى المسجد النساك . وأول من بنى هذه المدينة ملك يقال له بسوس كان ملكه من