ذلك ، وعليها سور صخر ، وحولها ربض وبها جامع وأسواق وحمامات ، والمياه تطرد حولها ، يسكنها العرب والجند والمولدون ، وهي من غر مدن الزاب ، ولها باب شرقي يعرف بباب الروس ، وعلى مقربة منه جامعها ، وهو ملاصق لدار الإمارة ، وباب جوفي ، ويليه داخل المدينة عين تعرف بعين أبي السباع مجلوبة تحت الأرض من جبل هناك يشق منها سوقها ساقية ، فإذا قل الماء في الصيف أجريت يوم السبت والأحد لا غير ، ولها حمامان في ربضها ، وبها عين تعرف بعين الحمى يرش منها على المحموم فيبرأ ببركتها وشدة بردها ، ومن مدينة ميلة إلى جبل جيجل ، وهو جبل الرحمن . وميلة مدينة أزلية بها آثار للأول تدل على أنها كانت كبيرة ، وهي الآن عامرة آهلة كثيرة الخصب رخيصة السعر على نظر واسع وقرى عامرة ، وهي كثيرة الأسواق والمتاجر ، وعليها سور جليل ، وفي وسط مدينتها عين خرارة عذبة من بناء الأول لها سرب كبير يدخل فيه فلا يوجد له آخر ولا يعلم من أين يأتي ذلك الماء ، ويقال إنه مجلوب من جبل بالقرب منها يسمى تامروت ، وهي العين المعروفة بعين أبي السباع ، وبالقرب من ميلة جبل العنصل ، ويسمى اليوم جبل بني زلدوي ، وهم قبيل كبير من البربر سكنوا ذلك الجبل ، ولهم خلاف كثير على الولاة بسبب منعة جبلهم ، وفيه مدن وعمائر وقرى كثيرة ، وهو أخصب جبال إفريقية ، فيه جميع الفواكه من التفاح والسفرجل والأعناب الكثيرة . وميلة مدينة حسنة كثيرة الأشجار ، محاسنها ظاهرة ومياهها عذبة ، وكانت في طاعة يحيى بن العزيز صاحب بجاية ، وبينها وبين قسنطينة الهوا ثمانية عشر ميلاً . ميلاص : حصن بجزيرة صقلية كبير القطر مليح الهيئة وثيق البنية ، وقلعته منيعة من أحسن البلاد وأجلها تشبه الحواضر في العمارات والأسواق وما بها من المواد والأرفاق ، وهي على ساحل البحر يحدق بها البحر من جميع جهاتها إلا من جهة شمالها يدخل إليها منها ، ويسافر إليها براً وبحراً ، ويتجهز منها بالكتان الكثير ولها مزارع زاكية ومياه غزيرة ، ويصاد بها التن ، وبينها وبين مسيني مرحلة . ميرتلة : مدينة بالأندلس شرقي مدينة باجة ، بينهما أربعون ميلاً ، وهي على آنة ، وبمقربة من شاطئ البحر مرسى هاشم ، وهو حصن أولي فيه آثار قديمة وبه كنيسة عظيمة بنيت في أيام قسليان قيصر الذي بنيت في أيامه كنيسة طليطلة المعروفة بكنيسة الملوك ، وقيصر هذا هو أول من نسج في ثيابه وفرشه الذهب وهو الرابع والثلاثون من القياصرة .