إسم الكتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار ( عدد الصفحات : 629)
والغواصون عليه أجراء للمسلمين والنصارى ، أجر الغواص فيه من قيراط إلى نصف درهم ، يغوصون إلى نصف النهار ، ثم يأخذون في شق الصدف إلى آخر النهار ، وإذا أراد الغواصون أن يغوص أحدهم عمد إلى آلة ذات شقتين قد اتخذت من القرون دقيقة جداً تضم المنخرين فتمنع الماء منه ، ويشد في إحدى رجليه صخرة مقدار عشرين مناً ، وشد معها وعاء أخذ من شماريخ النخل جعل فيه ما وصل إليه من الصدف ، فإذا ملأه حرك الحبل فجذبوه . معرة النعمان : بالشام مدينة قديمة فيها خراب ، بينها وبين حلب خمسة أيام ، وهي مدينة كبيرة كثيرة المباني والأسواق ، ولا في شيء من نواحيها ماء جار ولا عين ، والغالب على أرضها الرمل وشرب أهلها من ماء السماء ، وهي كثيرة الزيتون والكروم والتين والفستق والجوز وغير ذلك ، وأهلها تنوخ . ولها سبعة أبواب : باب حلب . باب الكبير . باب شيث . باب الجنان . باب حمص . باب كذا . وعلى ميل منها دير سمعان ، وفيه قبر عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، ويذكر أن قبر شيث بن آدم عليهما السلام عند الباب المنسوب إليه منها ، وداخل المعرة قبر يوشع بن نون ، وله يوم حفل في كل عام يقصد إليه من الأقطار ومنها أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري اللغوي الشاعر البليغ الفصيح ، كانت تشد إليه الرحال وتضرب إليه أكباد الإبل من الآفاق ، وزعموا أنه ينتحل مذهب البراهمة والله أعلم . والناس يقابلون بينه وبين ابن سيده ويقولون : أعميان إمامان حافظان أحدهما بالمشرق والآخر في المغرب ويخوضون في ذلك . والذي ذكر البلاذري أنها تنسب إلى النعمان بن بشير الأنصاري . وبلاد المعرة سواد كلها بشجر الزيتون والتين والفستق وأنواع الفواكه ، ويتصل التفاف بساتينها وانتظام قراها مسيرة يومين ، وهي أخصب بلاد الله وأكثر أرزاقاً ووراءها جبل لبنان . معان : موضع في طريق الشام من المدينة ؟ وقال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه عند خروجه في المبعث الذي وجهه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيره من الأمراء إلى مؤتة ، وكان بلغهم أن الروم قد جمعت لهم ، فتردد الناس وكأنهم تهيبوا فقال : جلبنا الخيل من أجأ وفرع * تغر من الجشيش لها العكوم أقامت ليلتين على معان * فأعقب بعد فترتها جموم فلا وأبي مآب لنأتينها * وإن كانت بها عرب وروم وفي شعر أبي العلاء المعري : معان من أحبتنا معان * تجيب الصاهلات به القيان بئر معونة : ماء لبني عامر بن صعصعة ، كانوا غدروا فيه ببعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر القصة بطولها ابن إسحاق في سيره . مغام : في جهة طليطلة ، وفيها الطفل الذي لا يشبهه طفل ، لجودته وكثرته . المغمس : موضع في طرف الحرم فيه برك محمود فيل أبرهة حين توجه به إلى مكة لإخراب الكعبة بزعمه ، جعلوا يوجهونه إلى كل جهة فيمضي ، فإذا وجهوه إلى الكعبة برك ، وجهدوا في ذلك فأعياهم ، وكان قائل قال له في أذنه : ابرك محمود فإنك في حرم الله تعالى ، وفي هؤلاء نزل " ألم تر كيف فعل ربك