responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 545

إسم الكتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار ( عدد الصفحات : 629)


ملطية : من الثغور الجزرية بالشام ، وهي المدينة العظمى وكانت قديمة ، فأخربتها الروم فبناها أبو جعفر المنصور سنة تسع وثلاثين ومائة وحصل عليها سوراً محكماً ، وعلى نحو ثلاثة أيام من ملطية يخرج سيحان وهو نهر أذنة من الثغر الشامي ويجري في بلاد الروم وليس للمسلمين عليه إلا مدينة أذنة بين طرسوس والمصيصة . وكان فتح ملطية عنوة حبيب بن مسلمة الفهري ، وجهه إليها عياض بن غنم من سميساط ، ففتحها ورتب فيها رابطة من المسلمين ، ثم شحنها معاوية ، فكانت في طريق الصوائف ، ثم انتقل عنها أهلها أيام ابن الزبير فقصدها الروم ثم تركتها فنزلها قوم من الأرمن والنبط ثم أناخ الروم عليها ، فلما كانت سنة ثلاث وثلاثين ومائة قصدها الطاغية ، والجزيرة يومئذ مفتونة فأناخ عليها ، فلما جهد أهلها سألوه الأمان فوثق لهم ، فرحلوا وحملوا ما تيسر لهم وألقوا كثيراً مما ثقل عليهم في الآبار والمجاري ، ثم خرجوا وشيعهم الروم حتى بلغوا مأمنهم ، وتوجهوا نحو الجزيرة ، وهدم الروم ملطية ، فلم تزل كذلك حتى وجه أبو جعفر المنصور عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام على الجزيرة وثغورها ، ومعه الحسن بن قحطبة ، ومعهم سبعون ألفاً ، فعسكروا على ملطية وأتموا بناءها ، وكان للحسن في ذلك أثر جميل ، وبنى مسجدها وبنى للجند الساكنين بها لكل عرافة بيتين سفليين وغرفتين فوقهما وإصطبلاً ، والعرافة عشرة نفر إلى خمسة عشر رجلاً ، وبناها مسلحة على ثلاثين ميلاً منها ، ومسلحة على نهر يدعى ثاقب يدفع في الفرات ، ورتب المنصور فيها أربعة آلاف مقاتل من أهل الجزيرة ، وزاد في أعطياتهم عشرة دنانير لكل رجل ومعونة مائة دينار ، وغزتها الروم أيام الرشيد فلم يقدروا عليها .
وفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة أقبل طاغية الروم قسطنطين بن الليون فنزل على ملطية فقاتلوه قتالاً شديداً ، فألح عليهم حتى نزلوا على أمان ، فهدم المدينة والمسجد الجامع ودار الإمارة ، وغزتها الروم أيام الرشيد فلم يقدروا عليها .
ملاق : نهر عظيم بقرب مجانة من إفريقية ، عليه آثار قديمة ، وهو صعب كثير الدهس عسير المخايض .
ملكان : جزيرة في البحر الأخضر ، وذكر بطليموس أن فيه سبعاً وعشرين ألف جزيرة عامرة وغامرة ، وملكان دابة بحرية سميت الجزيرة به ، وهذه الدابة قد استوطنت الجزيرة ولها رؤوس كثيرة ووجوه مختلفة ، وقيل إنها مركب لبعض ملوك البحر لأن لها جناحين ، إذا أقامتهما وجمعت بينهما صار كأنه رف عظيم مظل من الشمس ، وهي مثل الجبل الضخم .
مليلة : من أرض طنجة ، وهي قريبة من نهر ملوية بالمغرب ، وهي مدينة مسورة بسور حجارة ، وداخلها قصبة مانعة ، وفيها مسجد جامع وحمام وأسواق ، وهي مدينة قديمة ، ويقال إن موسى ابن أبي العافية المكناسي جددها وسكنها قوم يقترعون على من يدخلها من التجار ، فمن أصابته قرعة الرجل منهم كان تجره على يديه ، ولم يصنع شيئاً إلا تحت نظره وإشرافه ، فيحميه من من يريد ظلمه ، ويأخذ منه على ذلك الأجر ويأخذ منه الهدية لنزوله عنده . وذكر أن عبد الرحمن الناصر لدين الله افتتحها سنة أربع عشرة وثلاثمائة ، وبنى سورها معقلاً لموسى بن أبي العافية .
وإلى هذه المدينة وقع إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، فإن الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم كان قام بالمدينة أيام موسى الهادي ، ثم خرج إلى مكة في ذي القعدة سنة تسع وستين ومائة ، وخرج معه جماعة من بني عمه وإخوته منهم يحيى وإدريس ابنا عبد الله بن حسن ، وبلغ الهادي خبره فولى حربه محمد بن سليمان بن علي فكانت الوقيعة بفخ فقتل الحسين بن علي وأكثر أصحابه ، وأفلت إدريس بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي رضي الله عنهم ، فوقع إلى مصر ، وكان على بريدها واضح مولى صالح بن المنصور ، وكان رافضياً ، فحمله على بريد إلى أرض

545

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 545
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست